يعد كتاب «العقد الاجتماعي» للفيلسوف الكبير جان جاك روسو الذي نشر أول مرة عام 1762 أحد أهم الأسفار الفكرية التي كُتبت في عصر النهضة والتنوير في الغرب، فبعد سقوط الشرعية الدينية كأساس للحكم في أوروبا، أصبح من الضروري البحث عن شرعية بديلة يقوم عليها الحُكم السياسي وتتحدد على أساسها مسئوليات الحاكم والمحكوم، والواجبات والحقوق المترتبة على كل منهم. لذلك ظهر العديد من المفكرين والفلاسفة الذين عملوا على إيجاد ميثاق شرعي جديد يحكم العلاقة بين الطرفين، وكان من بين هؤلاء المفكرين الذين سعوا لإيجاد هذا الميثاق جان جاك روسو الذي طرح فكرة العقد الاجتماعي إلى جانب مجموعة أخرى من المفكرين التنويريين أمثال توماس هوبز وجون لوك.
محتوى الكتاب:
مقدمة المترجم
الباب الأول:
المجتمعات الأولى
حق الأقوى
العبودية
يجب الرجوع إلى أول عهد دائمًا
الميثاق الاجتماعي
السيد
الحال المدنية
التملك
الباب الثاني:
امتناع التنازل عن السيادة
امتناع انقسام السيادة
أيمكن أن تَضِلَّ الإرادة العامة؟
حدود السلطة ذات السيادة
حق الحياة والموت
القانون
المشترع
الشعب
طرق الاشتراع المختلفة
تقسيم القوانين
الباب الثالث:
الحكومة على العموم
المبدأ الناظم لمختلف أشكال الحكومة
تقسيم الحكومات
الديمقراطية
الأرستقراطية
الملكية
الحكومات المركبة
لا يلائم كلُّ شكل للحكومة جميع البلدان
علامات الحكومة الصالحة
إساءة استعمال الحكومة وتدرجها إلى الانحطاط
موت الهيئة السياسية
كيف تدوم السلطة صاحبة السيادة
نواب أو ممثلون
كون نظام الحكومة ليس عقدًا مطلقًا
نظام الحكومة
وسيلة منع اغتصابات الحكومة
الباب الرابع:
كون الإرادة العامة لا تضمحل
التصويت
الانتخابات
مجالس الشعب الرومانية
المحاماة عن الشعب
الحكم المطلق
الرِّقابة
الدِّين المدني
عن المؤلف:
جان جاك روسو: فليسوف، وناقد اجتِماعي، وكاتب سياسي، وموسيقي، وزعيم النزعة الطبيعية بلا منازع، وواحد من أبرز عمالقة عصر التنوير وأكثرهم تأثيراً حتَّى الآن؛ فبعد ثلاثمائة عام على ميلاده ما زال يحظى بإعجاب العالم، وما زالت أفكاره موضع نقاش؛ تلك الأفكار التي هزَّت أركان المجتمع الأوروبي، وألهمت الثورة الفرنسية فاعتنقتها؛ وهو ما أكده «نابليون».
وُلِدَ «جان جاك روسو» في «جنيف» بسويسرا عامَ ١٧١٢م، لأسرةٍ فرنسيةٍ بروتستانتية، وماتَتْ أمُّه في أسبوعِ ميلادِه الأوَّل، وكانَ والِدُه «جيمس روسو» محبا للموسيقى، وغرس فيه حب المعرفة والقراءة. عانى «جان جاك روسو» في حياتِه من الحاجةِ وشظَفِ العَيش؛ لذا عملَ بالعديدِ من المِهَنِ والوظائف، فعمِلَ نقَّاشًا، وموسيقيًّا، ومُعلِّمًا، وسكرتيرًا للسفيرِ الفرنسيِّ بالبُندقية. لم يتزوَّجْ رسميًّا إلا أنه أقام علاقتَين؛ الأولى مع الثرية «لويز دي وارنز»، والثانية مع المرأة البسيطة «تيريز لوفاسور»، ومن المرجَّح أنه أنجب منها خمسة أطفال أودعهم الملجأَ واحدًا تلو الآخر؛ لعدم قدرته على تحمل نفقاتهم.
ظلَّ «روسو» يبحث عن الشُّهرة طوال حياته؛ فألَّف في الموسيقى غير أنه لم يلاق النجاح الذي كان ينتظره. وجاءته الفرصة حينما أعدَّ بحثًا بعنوان: «بحث عِلمي في العلومِ والفنون» عامَ ١٧٥٠م-١٧٥١م، أكَّد فيه أنَّ العلوم والفنون أفسدت الإنسانية، وكانت هذه هي النقطة التي انطلق منها، ومن بعدها أخذ يُوجِّهُ أفكارَه ضدَّ الطبقةِ الحاكمة، وبَنى عليها فلسفتَه ونظريتَه الاجتماعية.
صاغ العديد من النَّظريات، لعل أشهرَها نظريةُ «العَقْد الاجتماعي»؛ والتي أكَّدَ فيها على حريةِ الشعوبِ في الاختيارِ وتقريرِ مَصيرِها.
توفِي «روسو» عام ١٧٧٨م، وانطفأت شمعة من شموع التنوير، عاشت تتعذب وتحترق لكي تضيء للبشرية طريقَها إلى الحرية والمساواة والسعادة. وفي عامِ ١٧٩٤م، قرَّرت الحكومة الفرنسية نقل رفاته في احتفال كبير إلى «البانثيون»، أو «مقبرة العظماء» في «باريس».
تموز نت