رأى المحلل السياسي السوري نصر عبد الرزاق فروان, ان سيطرة الحكومة السورية على الجنوب لم تتم بشكل فعلي رغم السيطرة عليها منذ يوليو/تموز 2018, متوقعا عودة “الثورة” من جديد مستشهدا بالثورة الفرنسية والروسية.
واضاف فروان, في حديث مع تموز نت, ان “الصراع الذي حدث في سورية نتيجة الحراك الشعبي الذي بدأ منذ العام2011, ونتيجة للتدخلات الدولية والإقليمية المتشابكة والمتشعبة مازالت مستمرة, وكما يعلم الجميع أن للجنوب السوري خصوصية لأسباب عديدة منها الموقع الجيوسياسي. لذلك على الرغم من سيطرة النظام الهشة على الجنوب السوري مازالت محافظة درعا في حالة عدم استقرار وأحيانا في حالة من الغليان, وروح الثورة مازالت تدب بها. وهذا يذكرنا بالثورة الفرنسية التي بدت كأنها انهزمت في العام 1789, إلا أنها عادت واشتعلت من جديد وحققت النصر بعد اكثر من عقد من الزمن, وكذلك الثورة الروسية التي انهزمت في العام 1905, وعادت وانتصرت في العام 1917”.
وتابع فروان, انه “منذ سيطرة النظام على المحافظة نتيجة للتآمر الدولي؛ تشهد عدد من بلدات ومدن حافظة درعا مظاهرات وشعارات تذكرنا ببداية الثورة. وفي الآونة الاخيرة هدد المتظاهرون خلالها بالتصعيد ما لم يسحب الأسد دباباته من الأحياء التي دخلها، مؤكدين أنه ورغم فشل الخيار العسكري ما زال النظام مصرا على إتباع سياساته القمعية والدموية”.
واضاف فروان, ان “المظاهرات طالبت بإسقاط النظام وطرد الميليشيات الطائفية الموالية له من المحافظة, وهتف المتظاهرون “الشعب يريد إسقاط النظام، والموت ولا المذلة، سوريا حرة حرة إيران تطلع برا، الشعب يريد إعدامك بشار”. وعبر المتظاهرون عن غضبهم تجاه ما يجري في إدلب التي تتعرض مدنها وبلداتها لحملات إبادة حقيقية، مطالبين في الوقت ذاته وقف العمليات العسكرية في بلدات درعا”.
واوضح فروان ان اقتحام بلدة الصنمين ادى الى توتر الاوضاع في درعا, “أدى اقتحام الصنمين لانفجار الأوضاع في العديد من المناطق، حيث شهدت داعل، وطفس، والمزيزيب، وسحم الجولان، وجلين، والكرك الشرقي, هجمات على مواقع قوات الأسد، وأسفرت عن أسر ضباط وعناصر”.
وحمل فروان السلطات السورية مسؤولية عودة التوتر الى درعا, “مما ساعد في عودة الحراك أن ميليشيا أسد لم تتوقف عن أعمالها القمعية والتي خبرها السوريون منذ سبعينيات القرن الماضي, وبعد الثورة خاصة. كاستمرار حالات الاعتقال في صفوف المدنيين وسلب ونهب وتجويع لمن آثر البقاء في أرضه رافضاً النزوح عنها”.
وتوقع فروان ان تتجدد التحركات الشعبية و”الثورة” في درعا بشكل اكثر تنظيما, “من المتوقع اننا سنشهد اتساع التحركات ضد ميليشيا أسد بعد أن أيقن أهل درعا عدم جدوى المظاهرات والمطالبات خلال الأشهر الماضية من مافيات لا تتقن سوى لغة القوة”. أستطيع القول أن الثورة وبعد دخولها عامها العاشر توافرت لها كافة العوامل الذاتية والموضوعية وخاصة بعد أن تمت عملية الفلترة والفرز وتبين الغث من السمين؛ ستعود من جديد بشكل أكثر تنظيما وباستراتيجية قتالية جديدة تعتمد الحرب الثورية, وستنتقل من مرحلة الحراك الشعبي الغير منظم إلى مرحلة الثورة المنظمة أي من مرحلة الفوضى والارتجال إلى مرحلة الهيكلة والتنظيم. أي أننا الآن نقف على أعتاب ثورة جديدة تثبت إن إرادة الشعب السوري لم ولن تكسر لأن الشعب يريد إسقاط النظام, ويريد أن يحقق الدولة المدنية الديمقراطية وأن يحرر سورية من شذاذ الآفاق الذين أتوا من كل حدب وصوب”.
تموز نت