المؤلف: سون تزو
سنة النشر: يناير 2007
يعتبر “فن الحرب” من الكتب الكلاسيكية العسكرية ومُلهما للعديد من القادة ومرجعا هاما للاستراتيجيات العسكرية والحروب ويقدم نصائح قديمة كُتبت من سنة 600 قبل الميلاد ويكشف عن عبقرية عسكرية عظيمة.
الكتاب اصطلح على تسميته “فن الحرب” أحد أهم وأندر المخطوطات القديمة في تاريخ العالم كله، وتعود الأهمية الفائقة لهذا الكتاب إلى بقاء معظم ما جاء فيه من مبادئ صالحة للتطبيق حتى يومنا هذا، رغم مرور ما يزيد عن أكثر من ألفى عام على كتابته، ما جعله الكتاب الاستراتيجي الأهم بلا منافس.
وعن أهمية الكتاب، فقد تم ترجمته إلى 29 لغة عالمية واستخدمه القوات الأمريكية أثناء ذهابها لحرب الخليج الأولى، وحرصت أن يحمل كل جندي من جنودها هذا الكتاب، وأن الإستراتيجية الأمريكية (الصدمة والترويع) والتي استخدمتها القوات الأمريكية في حرب الخليج الثانية اعتمدت على مبادئ هذا الكتاب.
سبب تأليف الكتاب:
ذكرَت المخطوطات الصينيَّة في سبب تأليف الكتاب قصَّة طريفة، مفادها أنَّ “سون – تزو” كان جنديًّا مشهورًا بخبرته في فنون الحرب والقتال في جيش الملك “هوو – لوو” بِمَملكة “تشي” في القرن الخامس قبل الميلاد، فأشار اثنان من كبار القادة العسكريِّين على المَلِك أن يأمره بكتابة كتابٍ عن خُلاصة خبرته الحربيَّة، فنفَّذ “سون – تزو” الأمر، وعرَضه على الملك الذي أمره أن يجرِّب ما وضعه في كتابه تطبيقيًّا على مَن يختاره مِن جنوده، فكانت المفاجأة حينما عرض عليه “سون – تزو” التَّجربة على جواري الملك ومَحْظيَّاته، فوافق الملك، وتم جلب 300 من الجواري وتم تقسيمهنَّ إلى مجموعتين، على رأس كلِّ مجموعةٍ محظية خاصة اختارها “سون” لقيادة المجموعة، وقام “سون” بإلقاء تدريباته عليهنَّ بدِقَّة، وتلقينهن كافَّة فنون إستراتيجيَّات القتال، ثم جاء بهنَّ أمام الملك، وأمرهنَّ بأداء بعض ما تعلَّمْنه على قرع الطُّبول، لكنهن ما إن بدأن في أداء التدريبات حتَّى انفجرن في الضحك، ولم يُنفِّذن التعليمات!
فقال “سن – تزو”: “إذا كانت كلمات الأوامر غير واضحة ومميزة، إذا كانت الأوامر غير مفهومة فهمًا شاملاً، فيقع اللَّوم على القائد”، ثم أكمل “سون”، فأعطى أوامره مرَّة ثانية، لكن النساء سرعان ما انفجرن في مزيدٍ من موجات من الضحك أمام الملك، فعقَّب “سون” بقوله: “إذا كانت كلمات الأوامر غير واضحة ومميزة، إذا كانت الأوامر غير مفهومة فهمًا شاملاً، ولم ينفِّذ الجنود الأوامر، فالخطأ يقع على الجنود”، كرَّر “سون” الأوامر للمرة الثالثة، لكن دون جدوى، وهنا أمرَ بإحضار القاضي العسكري، وسأله عن عاقبةِ عصيان الأوامر العسكريَّة، فأجابه القاضي العسكريُّ: قَطْع رقبة قائد المجموعتين العسكريَّتين أمام الجنود، فأمر “سون” بتنفيذ العقوبة.
لكن الملك ارتاع وطلب منه إنقاذَ حياة محظيتَيْه، لكن “سون” أصرَّ على تنفيذ أمره العسكريِّ بصفتِه قائدَ التدريبات العسكريَّة، وتم إعدام قائدتي المجموعتين العسكريتين بقطع رقابهما أمام الجنود، واختيار من تَلِيهن في الرُّتبة لقيادة المجموعتين، وتم استئناف التدريبات على قَرْع الطُّبول دون ضحك هذه المرَّة، وبجدِّية أكثر، بل وتقدَّمت النِّسوة في أداء التدريبات بشكلٍ قوي، وهنا أرسل “سون” للملك يخبره أن النِّسوة الآن على أتم الاستعداد للقتال ضمن صفوف قوَّاته في أصعب ظروف الحرب، وعندها أدرك الملك قدرة “سون – تزو” العسكريَّة، فقام بتعيينه قائدًا عامًّا لجيوشه، وأرسله لِيُحارب الممالك المُجاورة، وكان “سون – تزو” يتدرَّج من نَصْر إلى نصر، فقام بهزيمة مملكة “تشوو” المجاورة، والاستيلاء على عاصمتها “ينج”، ثم التوجُّه للشمال، وزرع الخوف في مملكة “تشن” وما جاورها، واستمرَّ في فتوحاته حتَّى توسعت مملكة الملك “هوو – لوو” على يديه.
وتَرْوي المخطوطات الصِّينية كيف انتصر “سون – تزو” بجيشٍ قوامه 30 ألف جندي على جيش قوامه 200 ألف جندي؛ بسبب افتقار عدوِّه إلى عنصُرَي التنظيم والإدارة، اللَّذَين درَّب عليها “سون” جيشه.
وصف الكتاب:
الكتاب يتكون من 13 فصلاً تتضمن نصائح عسكرية، ومنها الهجوم بالخداع وشن الحرب وضع الخطط والمناورة، كما يضم الكتاب أيضاً الاستراتيجيات الصينية إل 36، والمعروفة بالفن السري للحرب.
وهذه الفصول هي:
- وَضْع الخُطط (التقديرات الأوليَّة): يحكم فنَّ الحرب خمسةُ عناصر ثابتة رئيسيَّة.
- شَنُّ الحرب: لا بد لمن يخوض حربًا أن يحسب تكلفتَها أولاً.
- الهجوم بالخداع (التخطيط للهجوم): التخطيط للهجوم لا يَعني القتال، والانتصار بالقوة الغاشمة، بل التفوُّق الأعظم هو كَسْر مقاومة العدوِّ بدون مزيدٍ من القتال.
- المناورات التكتيكيَّة: يرمز اسم هذا الفصل إلى تحرُّكات الجيوش المتحاربة ذهابًا وإيابًا، جنبًا إلى جنب؛ من أجل اكتساب معلوماتٍ عن الطَّرَف الآخر.
- الطاقة (القوة العسكرية الإستراتيجيَّة): يمكن تحقيق نتائج عظمة عن طريق قوَّات قليلة العدد بالاعتماد على طاقة الجنود، وطريقة تنظيمهم، وإدارتِهم في الجيش.
- نقاط الضَّعف والقوة (الجوهر والفراغ): اللَّعب على استغلال نقاط قوَّة وضعف جيش العدو يضمن لك النَّصر إذا راعيتَ ذلك أثناء وضع خطتك الحربية.
- المناورة (القِتال العسكري): أي التحرُّك والتصرف بطريقة تَسْلب الغريم من أيِّ ميزة اكتسبَها.
- تنوُّع التكتيكات الحربيَّة: التآلف بين الطُّرق الحربيَّة المعتادة وغيرها ينتج لنا عددًا لا نهائيًّا من الإستراتيجيات العسكريَّة، التي يجب اللُّجوء إليها في الحرب.
- التحرُّك بالجيش: كيفية التحرُّك بالجيش في أرض القتال، واستغلال عامل المكان.
- التَّضاريس: يشرح “سون” في هذا الفصل طبيعةَ الأراضي التي كان يواجِهُها في قتاله، وكيفيَّة مُراعاة عنصر الأرض والتضاريس في المناطق المتحاربة، وتأثير ذلك على الجنود بالجيش، وفي سير القتال أثناء المعركة.
- الحالات أو الأوضاع التِّسعة: استطرادٌ وتفصيل للفصلين السابقين؛ حيث يفصِّل “سون” في شرح تسعة أنواع من الأراضي يُقابلها القائد أثناء معاركه، ومحاولة تدريب الجنود على القتال في تلك الأراضي بما يُناسب مَجْهودهم ويضمن النَّصْر.
- الهجوم بالنَّار: كان الهجوم بِكُرات النار من أكثر الطُّرق المستعمَلة في مهاجمة المدن المُحاصَرة، ويشرح “سون” قواعد عامَّة ملائمة للهجوم بالنار.
- استعمال الجواسيس: يرى “سون” أنَّ العنصر الذي يُعِين القائدَ العسكريَّ المحنك على تحقيق النَّصر، المعرفة السَّابقة بأمور العدوِّ؛ لذا لا بُدَّ من وجود الجواسيس.
تموز نت