وقّع أكثر من 36 ألف شخص، على عريضة تطالب بعودة الانتداب الفرنسي للبنان، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى بيروت وذلك بعد أيام من الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية.
وذكر موقع “المدن” اللبناني أن تلك العريضة الملتبسة في توقيتها، والتي وزعت عبر منظمة آفاز، وحصلت على هذا الكم الكبير من التواقيع، دليل مأساة تضاف إلى مأساة اللبنانيين المديدة. لكنها إذا عبرت عن شيء فهي تعبر عن الطلاق الحاصل بين اللبنانيين وحكامهم.
ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظهر الخميس إلى بيروت مع الوفد المرافق الذي ضم وزير الخارجية جان ايف لودريان، والمبعوث الفرنسي بيار دوكان والسفير الفرنسي برونو فوشيه.، حيث كان في استقباله الرئيس اللبناني ميشال.
وبينما أظهرت الصور عناق ماكرون لبعض المتظاهرين أثناء تفقده حي الجميزة ببيروت، فإن الرئيس الفرنسي قد امتنع عن مصافحة عون في المطار بحجة فيروس كورونا.
وتفقد الرئيس الفرنسي شارع الجميزة المتضرر مقابل مرفأ بيروت سيراً على الأقدام بينما أحاط به سكان هاتفين “ثورة ثورة، ساعدونا”.
واستمع الرئيس ماكرون إلى شرح مفصل لما حصل من محافظ بيروت القاضي مروان عبود، والمدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، وفرق الجيش، والصليب الأحمر وأفواج الهندسة العاملة على الأرض، والفرقة الفرنسية المتخصصة بالتعرف على المخاطر التكنولوجية.
وقال ماكرون لمجموعة من الناس وهو يصافحهم في طرقات امتلأت بالركام وتحطمت الواجهات الزجاجية للمتاجر على جانبيها في الانفجار الذي راح ضحيته 145 قتيلا و5000 جريح “أرى الانفعال على وجوهكم والحزن والألم. ولهذا أنا موجود هنا”.”
وقال شخص بين المتجمهرين حول ماكرون طالبا المساعدة من فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في لبنان “سيادة الرئيس أنت في شارع الجنرال غورو. وقد حررنا هو من العثمانيين. حررنا أنت من السلطات الحالية”. وطالب بعض الموجودين في لقطات فيديو في حي تقطنه أغلبية مسيحية في بيروت ماكرون بتحرير لبنان من حزب الله.
وردا على طلب بعض المتجمعين حوله بعدم تسليم المساعدة الى الحكومة، قال ماكرون “أؤكد لكم أن هذه المساعدة ستكون شفافة، وستذهب إلى الأرض، وسنضمن ألا تذهب الى أيادي الفساد”.
وبعد جولته الميدانية، عقد ماكرون ثلاث اجتماعات مع كل من الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت. وهو يلتقي حاليا ممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني. وسيعقد مؤتمراً صحافياً قبل مغادرته.