اعتبر المعارض السوري, والعميد الركن الطيار, عبد الهادي الساري, ما حدث في الكرك الشرقي عبارة عن “ردود أفعال نتيجة إصرار قوات النظام على دخول درعا البلد ومحاولتها اعتقال بعض الشباب المطلوبين في مدينة درعا”.
تنفيذ عملية الكرك كانت جاءت لتخفيف العبء على درعا البلد
وأضاف الساري, في حديث خاص لـ تموز نت, أن “بعض أبناء قرى درعا من القرى الشرقية والغربية حاولوا التخفيف من التوتر الحاصل في درعا البلد ومؤازرة أبناء درعا البلد, وحصل ما حصل في الهجوم الذي وقع في بلدة الكرك الشرقي وفي جبلين وطفس ومساكن جنين, وتم تنفيذ عملية من قبل أبناء المنطقة لتخفيف عبء اقتحام مدينة درعا البلد. ونتج عن العملية أسر 10 عناصر بينهم ضابطين”.
لا يمكن للنظام اقتحام الكرك
وأشار الساري إلى وجود نية مسبقة لدى السلطات السورية للضغط على بلدة الكرك قائلا: “حتى قبل الاقتحام قوات النظام كانت تقصف مدينة الكرك الشرقي من خلال مطار الثعلة بقذائف الهاون. وتوجيه إنذار لبلدة الكرك باقتحام جديد اعتقد أنه عبارة عن تهديد فقط وغير قابل للتنفيذ ربما يكون هناك قصف مدفعي على البلدة ولكن لا يمكن أن يكون هناك اقتحام. والسبب أن الكرك الشرقي والحراك وبصرى الشام واقعة تحت سيطرة اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس, وهو تابع لروسيا”.
وتابع الساري, “بعد أن حصل التوتر في المنطقة قامت روسيا بالتحرك واجتمعت مع أهالي ووجهاء بلدة الكرك بالإضافة إلى وجود بعض القياديين من اللواء الثامن لتخفيف التوتر وإعادة أسرى قوات النظام”, مضيفا “اجزم بأنه لا اقتحام للبلدة رغم محاصرتها, والتهديد هو لتسليم المطلوبين والسلاح للنظام”.
الاقتحام لن يتم بسبب الوجود الروسي, وليس بسبب قوة الثوار أو اللواء الثامن في المنطقة
واستبعد الساري, تسليم المطلوبين إلى السلطات السورية قائلا: “لا اتوقع تسليم المطلوبين, وسيتم تسوية الموضوع من قبل القوات الروسية في منطقة درعا. اعتقد أن منطقة حوران مقسمة إلى ثلاثة أقسام, القسم الشرقي التي تدور فيه الآن بعض التوترات هو تابع لروسيا بامتياز مع أن الوجود الروسي قليل وليس مؤهل للقتال, ولكن من خلال أذرعه كاللواء الثامن من الممكن أن يحدث خللا في المنطقة ويزعزع تواجد قوات النظام ويمنعها من دخول المناطق؛ طبعا بأوامر روسية. وإن حاول النظام دخول مدينة الكرك, واعتقد أن الاقتحام لن يتم بسبب الوجود الروسي, وليس بسبب قوة الثوار أو اللواء الثامن في المنطقة”.
النظام فقد قبضته الأمنية والمنطقة الجنوبية تعيش في حالة فوضى أمنية
وأكد الساري, أن السلطات السورية فقدت سيطرتها على المنطقة الجنوبية منذ العام 2011, قائلا: “النظام وقبضته الأمنية فقدت منذ العام 2011, في المنطقة الجنوبية, ولم يعد هناك سيطرة أمنية واضحة في المنطقة الجنوبية. لذلك نشهد بين الفينة والأخرى هجمات على الحواجز وعمليات خطف وقتل, بمعنى أن المنطقة الجنوبية تعيش في حالة فوضى أمنية وليس هناك قبضة أمنية. وقوات النظام الموجودة هناك لا تتدخل حتى في المشاجرة بين شخصين في البلدات المحيطة بدرعا, وهناك فوضى أمنية عارمة ونرى عمليات القتل والأخذ بالثأر وكل أنواع ومسببات القتل باتت موجودة في الجنوب, طبعا بدراية وعلم من النظام, وهو يريد زعزعة المنطقة”.
وتابع الساري, أن “للنظام هدفين من الفلتان الأمني في المنطقة. أولا؛ ضرب الحاضنة الموجودة في المنطقة الجنوبية التي سببت الثورة والانتقام منها من خلال الفلتان الأمني وبالتالي إفساح المجال أمام عمليات القتل والانتقام. ثانيا؛ عدم قدرة النظام وكسر هيبته في المنطقة الجنوبية بحيث أنه قبل الثورة كان يصول ويجول ويعتقل دون رادع أو خوف. وكان عنصر من الأمن الجوي أو السياسي يدخل إلى منطقة ويعتقل أشخاص وسط خوف ورعب الأهالي. أما الآن الوضع مختلف تماما, فعندما تدخل قوة عسكرية أو أمنية إلى أي قرية تحسب ألف حساب خوفا من خروج بعض المسلحين ومقاومتهم, وهذا دليل على أن هيبة النظام مكسورة وليست موجودة في الجنوب”.
المصالحات التي جرت هي مصالحات هشة
وأوضح المعارض السوري, والعميد الركن الطيار, عبد الهادي الساري, أنه لا يمكن أن توجد “القبضة الأمنية إلا إذا كانت هناك تسويات حقيقية”, مضيفا أن “المصالحات التي حصلت لم تجعل للنظام قوة رادعة لحفظ السيطرة كما كان قبل عام 2011, والمصالحات التي جرت هي مصالحات هشة. واعتقد أنها كانت ميتة قبل أن تولد, ومازالت المنطقة الجنوبية خارجة عن سيطرة النظام حتى مع وجود النظام فيها, والمنطقة مقسمة إلى ثلاث أقسام بين الوجود الإيراني, والروسي, والثوار الذين يسمون أنفسهم بالمقاومة الشعبية, وهذه المقاومة الشعبية التي لم نراها بالعين المجردة ولكن أفعالها موجودة”.
واتهم الساري, السلطات السورية بعد الالتزام باتفاقية المصالحة التي حصرت تواجد القوات في الجنوب بالشرطة فقط, مضيفا أن السلطات السورية فتحت المجال أمام “تواجد للقوات العسكرية والأمنية بالإضافة إلى تواجد القوات الإيرانية وحزب الله, وهذا يتنافى مع شروط المصالحات والضامن الروسي لها”.
كما اعتبر الساري أن الوضع الأمني في المنطقة الجنوبية “سيء يضاف إليه سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي”, مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي السيء يشمل باقي المناطق السورية أيضا, حسب وصفه.
وكانت القوات الحكومية استقدمت يوم أمس تعزيزات إضافية إلى أطراف بلدة الكرك الشرقي شرق درعا، على خلفية التوتر الذي حدث عقب مقتل ضابطين وثلاثة عناصر وأسر 6 آخرين بهجوم شنه مسلحون من درعا على حاجز للمخابرات الجوية، في الثامن من الشهر الجاري.
كما اجتمع أول أمس ممثلون عن اللجان المركزية في درعا مع ضباط من القوات الحكومية, وهم العقيد خردل ديوب رئيس فرع المخابرات الجوية بدرعا، واللواء حسام لوقا رئيس اللجنة الأمنيّة، وقائد الفيلق الأول بخصوص توتر الأوضاع في بلدة الكرك. وطالبت السلطات السورية تسلمي قائمة تضم 6 أسماء لمطلوبين من بلدة الكرك الشرقي, مع المطالبة بتسليم 55 قطعة سلاح.
وكانت القوات الحكومية بدأت بحشد قواتها في محيط بلدة الكرك الشرقي، منذ الثامن من الشهر الجاري، بعد مقتل المقدم سوحان حسن عثمان والمساعد أبو محمد و3 عناصر آخرين, وإصابة 4, وأسر 6 من عناصر الحاجز في المدخل الغربي للكرك.