صدرت مؤخراً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، النسخة العربية من رواية (زمن القتل ) وهي الرواية اليتيمة لـ إينيو فلايانو وقد ترجمها عن الإيطالية المترجم والسينمائي العراقي عرفان رشيد.
اعتبرها النقاد الرواية المعجزة، والتي بدأت قصتها في إحدى أماسي ديسمبر/كانون الأول بطلب من صديقه وناشره ليو لونغانيزي، الذي فاجأه وهما يتجولان في ميلانو، قائلا «هل بإمكانك أن تكتب لي رواية، وتنتهي من كتابتها مع بدايات شهر مارس/آذار؟»، فكانت “زمن القتل” ونالت جائزة الـ”ستريغا”، عام 1947، والتي تعد من أهم الجوائز الروائية الإيطالية على الإطلاق.
في روايته يختار فلايانو الانطلاق من حادثة، لا تستحق الزهو، ولا يجوز الفخر بها، مسنِدا مهمة القص إلى صوت «أنا، ضمير المتكلم».
إنها حادثة أبعد ما تكون عن البطولة، تنطلق من وجع عادي يصيب ضرس ملازم في الجيش الإيطالي، يدفعه للبحث عن طبيب ويبتعد عن معسكره في أفريقيا السريالية. ومن خطأ في السير في طريق مختصرة، يضيع لتبدأ مغامرته بالصدفة. يقتنع أولا بأن عدوى الجذام انتقلت إليه، فيهرب، ثم تتلبسه فكرة أنه مطلوب بتهمة القتل، وفي النهاية يتحول فعلا إلى لص وإرهابي. حتى يصل إلى كوخ يوهانس، وهو مكان غامض لكن ربما يمكّنه من الشفاء.
الرواية شديدة الرمزية عن الحروب، تتكاشف مع القسوة الساخرة التي لا ترحم، يختمها فلايانو بصوت البوق العسكري، وحيد النغمة التي تليق ببطل هذه الرواية، تلك النغمة الرتيبة التي تستعجل الجنود بالاستيقاظ، وتدعوهم إلى الاستعداد للعودة إلى إيطاليا، لكنها أيضا نغمة تروي التجارب المخفقة والجرائم المقترفة التي لوثت يدي هذا الضابط الإيطالي، أو التاريخ الاستعماري الإيطالي كله؟
عن الكاتب:
إينيو فلايانو (1972 – 1910): روائي وسيناريست وكاتب مسرحي وصحفي وناقد درامي إيطالي، ولد في مدينة بيسـكارا، اشتهر بشكل خاص بنزعته النقدية للمجتمع وروح الدعابة الحادة في كتاباته. أصبح شخصية بارزة في صناعة الأفلام الإيطالية بعد الحرب العالمية الثانية، وتعاون مع الكاتب توليو بينيلي في الأفلام المبكرة للكاتب والمخرج الكبير فيديريكو فيلّيني. بدأ حياته المهنية في الصحافة، وساهم بمقالات نقدية في مجلات عديدة، نالت روايته الأشهر “زمن القتل” جائزة الستريغا، كما واصل عمله الصحفي في ترحاله بين المدن الإيطالية، وبرز اسمه كواحد من أهم الأسماء المنتجة للقصص السّينمائية ووضع توقيعه على أفلام هامّة مثل: “حرَّاس ولصوص” و”الشيخ الأبيض” أصدر بعدها كتباً أخرى، من بينها كتاب: “يوميَّات ليليَّة”. كما جُمعت أعماله المسرحية في كتاب بعنوان: “مرّيخي في روما وجملٌ أخرى”.
تموز نت