صدر للشاعرة اللبنانية فيوليت أبو الجلد منذ أيام ديوان جديد بعنوان “شبهات”، وحول ملامح تجربتها رصد تموز نت حوارها مع صحيفة ”العرب” أشارت الشاعرة في مقدمة الحوار إلى أنها حين تكتب، فإنما هي عرّافة تقرأ كفّ العالم، أحيانا تتنبأ، تصنع أسرار الآخرين، كما تصنع أسرارها الخاصة “أبني كل يوم عالما موازيا، ثم أهدمه، أخاف أن يختفي البريق، بريق أي شيء يطول مكوثه أو يتكرر، بفعل العادة والطمأنينة”.
وتضيف أبو الجلد: “أكتب لأنني لست بخير، لأنني لا أفهم ما يجري، لأنني قلقة وخائفة ومتهورة، لأن يدي بركان، لأني مفترِسَة ومفتَرَسَة من كائنات تلاحقني، من خيالات تتكاثر بي من هواجسي، لأن قلبي يتصدع ولا دويّ له، له طعم مرّ”.
وتستطرد قائلة :“لطالما شعرتُ بأن أحدهم أضرم نارا هائلة بي، هذه النار هي الحب، حتى أنني لا أعيش في مدينة ولا في منزل، بل أقيم في اللغة، وفي هذه الكلمة تحديدا”.
وتؤكد الشاعرة اللبنانية أنه لا تفسير للحب، ولا تعريف له، ولا هوية، فهو منفلت وحرّ، في براري الجسد والروح تضيف “لا أراه داخل جدران أربعة، ولا أراه واثقا، بل مرتبكا كالاعتذار. هكذا الشعر تماما. لهذا حين نكتب كما حين نحب، نتحول إلى آلهة، فلا فرق بين امرأة ورجل، لأن الشاعر الحقيقي ينزف قلبه خاصة، ليقول: أحبك. نحن جميعا دُمى متحرّكة، في صناديق الفرجة، نبكي كبهلوانات سعيدة. يحرّكنا الحب ثم يغلق بابه على أصابعنا”.
وترفض فيوليت الانقياد بأي شكل من الأشكال، وتقول :
“إذا كانت القوانين والأعراف ستكبلني، فعليّ بالسجن أو بالجهل، لا بالكتابة. الكتابة رغبة، ذروتها الحرية. الشعر ثورة، ورفض، وأسئلة، وبحث، وتنقيب، وانقلاب، وإعادة خلق. الشعر محاولة يائسة لترميم الكون، لكنها محاولة دائمة ومستمرة”.
وترى الشاعرة اللبنانية أن العالم العربي منشغل بحروبه، وبالمزايدات الدينية والطائفية، التي تشل تقدمه وتطوره نحو عالم أفضل يعمه السلام والعلم والمعرفة والجمال، ولذلك فهو يضع “شروطا” للكتابة وللقصائد وللموسيقى، ويمجد القتل ويموله ويدعمه.
لا تجيد الشاعرة العيش في كل هذا الحقد، ولا تتحمل حتى متابعة أخباره :“في غرفتي مكتبة كبيرة، وفي رأسي ألف سؤال وسؤال، تلاحقني خيالات وألاحقها، تشغلني اللغة أحيانا، ومن أحب غالبا، وليلا تزورني أشباحي، تطوف حولي ثم تطوف بي، هكذا تبدأ الكتابة”.
تموز نت