اعتبر الدكتور مسلم شعيتو، مدير المركز الثقافي الروسي العربي، أن القصف الذي تعرضت له مواقع تابعة للقوات الإيرانية في منطقة البوكمال, ليس الأول ولن يكون الأخير.
وأضاف شعيتو في حديثٍ لـ تموز نت, أن القصف يحمل رسائل عدة من “تحالف أمريكي مع من يدعم الإرهاب، ورسائل داخلية أمريكية”, مؤكداً أن السعي الأمريكي الإسرائيلي سيستمر لإخراج إيران.
وأكد شعيتو أن الرئيس السوري بشار السد “باقي في السلطة عبر دعم حلفائه له”. كما أوضح أن التنسيق الروسي الإيراني في سوريا “ضروري، والطرفان بحاجة لبعضهما، لأن خروج أحدهما يعني لاحقا خروج الآخر خاصة وأن البديل تركيا رأس الناتو وحليف الولايات المتحدة, وروسيا تتخوف من الطموحات التركية في المنطقة والقوقاز”.
وعن إمكانية أن تشهد العملية السياسية حراكاً بعد استلام بايدن مقاليد الحكم في أمريكا, والضغط على الحكومة السورية وحلفائها لإنهاء الأزمة السورية, قال شعيتو “العملية السياسية أصبحت مفاتيحها بيد النظام الشرعي بعد الانجازات الميدانية”.
وعن إمكانية ظهور تحالف يضم الدول العربية وتركيا وإسرائيل مقابل إيران, بعد المصالحة الخليجية وبدء مسار التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل, قال شعيتو إن “المصالحة الخليجية والتطبيع والتقارب التركي الإسرائيلي هو ضد ايران”, مضيفا أن “الصفقة التركية الإسرائيلية، سيتضرر منها ليس فقط إيران بل سوريا وخاصة المكون الكردي”.
وكانت المقاتلات الإسرائيلية استهدفت يوم أمس مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة تابعة للقوات الموالية لإيران في منطقة البوكمال حيث ارتفعت حصيلة القتلى وفقا للمرصد السوري, إلى 57 عنصرا, منهم 14 عنصراً من القوات الحكومية.
وقال مسؤول استخباراتي أميركي رفيع لوكالة أسوشيتد برس, إن الضربات الجوية الإسرائيلية نفذت بناء على معلومات استخبارية أميركية، مؤكدا أن وزير الخارجية مايك بومبيو ناقشها مع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي يوسي كوهين في اجتماع عام في مطعم بواشنطن.
وأوضح المسؤول أن الضربات استهدفت بعد منتصف ليلة الثلاثاء – الأربعاء سلسلة من المستودعات في محافظة دير الزور، كانت تستخدم لتخزين الأسلحة الإيرانية وتجهيزها.
من جانبه اعتبر الجنرال عاموس يدلين، القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي، أن هذه الغارات تشكل “مرحلة أعلى في ضرب التموضع الإيراني”، وتبعث برسائل إلى كل من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن والرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى طهران نفسها.