حذر مسؤولون أميركيون من أن داعش يحول الآن بسرعة المخيمات المكتظة بالنازحين، وفي مقدمتها مخيم الهول، إلى قاعدة لعملياته الإرهابية، وأشاروا إلى أن العنف الوحشي، الذي طالما اتبعه التنظيم، هو مجرد جزء من المشكلة.
ونقل موقع صوت أمريكا عن مسؤول أميركي إن “الأجهزة الأمنية في الهول كافحت لمعالجة تجنيد داعش وجمع الأموال”، وأضاف أن “داعش نقل عدد من عائلات عناصر التنظيم من الهول باستخدام شبكات التهريب في محافظتي الحسكة ودير الزور، كما قام بتهريب أسلحة إلى المخيمات في الأشهر الأخيرة”.
ويحذر مسؤولون آخرون من أن مخيم الهول، الذي يضم أكثر من 60 ألفًا معظمهم من النساء والأطفال، قد عزز بالفعل دوره كفاعل رئيسي في الشبكة المالية للجماعة الإرهابية، مما يساعد في نقل احتياطاته النقدية التي تقدر بنحو 100 مليون دولار.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في مذكرة حديثة أنه “غالبًا ما يقوم وسطاء في تركيا بتهريب الأموال إلى سوريا من خلال أنظمة تحويل الأموال الموجودة في المخيمات”.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للموقع “كلما طالت مدة بقاء عشرات الآلاف من النازحين دون إمكانية العودة إلى ديارهم، ازدادت صعوبة ضمان سلامتهم من العناصر الإجرامية والإرهابية التي تسعى إلى استغلال سكان المخيم”. وأضاف “من المهم للغاية أن تحدد الدول مواطنيها في المخيم وتعيدهم على عجل”.
وبعث خبراء بمجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة رسائل رسمية إلى 57 حكومة يُعتقد أن لديها مواطنين في مخيمي الهول وروج شمال شرقي سوريا، لحثّها على إعادتهم لأوطانهم دون تأخير.
وقال الخبراء في بيان صدر الأسبوع الفائت “إن عدد البلدان المعنية، والظروف الإنسانية المزرية للمخيمات، يبرز الحاجة إلى عمل جماعي ومستدام وفوري لمنع حدوث ضرر يتعذر إصلاحه للمحتجزين هناك”.
ويقع مخيما الهول وروج في محافظة الحسكة ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وتشرف على إدارته وحراسته المؤسسات الأمنية للإدارة الذاتية.