على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) قدّمت أخيرا فرقة الجاز السورية عرضها الأحدث الذي حمل عنوان “من سوريا إلى الهند”، والذي امتزجت فيه حيوية الجاز بوقار الصوفية في نسيج إيقاعي مُتناغم.
وهذه الفرقة المغامرة التي تكوّنت من دلامة شهاب (ترومبيت) وناريك عبجيان (بيانو – كيبورد) وطارق سكيكر (بيانو – كيبورد) وباسم الجابر (كونترباص) وعبير البطل (غناء) وهانيبال سعد (قيثارة) وفارس الدهان (درامز) تعرف ما معنى أن تجمع موسيقى الجاز بالتراث الشعبي الهندي والعربي.
وهذا ما انعكس على تفاعل الجمهور معها، حيث أبدى الكثير من المتابعين ثقتهم بأن العرض سيكون ناجحا كون الفرقة وأعضاؤها هم من الشخصيات الموسيقية المرموقة بمكانتها العلمية وخبرتها الفنية الكبيرة.
أجواء الحفل كانت مليئة بالغرابة والجدية، وحضرت توهّجات عميقة، خاصة عندما اجتمع أداء الفرقة مع صوت عبير البطل في غناء صوفي رقيق. فتضافرت رقة المعاني وحالة الوجد مع حيوية موسيقى الجاز، فشكلتا حالة متفرّدة لم يعرفها الجمهور قبلا.
واستهلت الفرقة حفلها بتقديمها العديد من المقطوعات الموسيقية المستلهمة من التراث السوري الشعبي القديم، فكانت البداية مع مقطوعة أصلية من تأليف باسم الجابر، تلتها الأغنية الشهيرة “ميلي ما مال الهوى” التي امتازت بانسيابيتها وهدوئها، ثم أغنية “قالولي كن وأنا رايح جن” التي كانت أكثر حيوية وسرعة. وكانت المقطوعة التالية من تراث الابتهال الهندي من تأليف بارفين سلطانا تخللتها مقاطع من فصول الذكر المتوارث الحلبي. وقدّم ناريك عبجيان مؤلف “نور في آخر الظلمة”، بينما قدّم طارق سكيكر معزوفة “حدود” مع ارتجالات على خلفية شعر ابن الفارض.
وكانت فرقة الجاز السورية الأولى قد تأسّست في العام 2005 وضمت حينها أكثر من ثلاثين عازفا، كان أغلبهم من السوريين ودعّمت بعازفين من سويسرا الذين أتى بهم قائد الفرقة أماديس دنكل، الذي قام بالتنسيق مع الموسيقي العائد من الولايات المتحدة سعد بتنظيم ورشة عمل مع المعهد العالي للموسيقى أدّت إلى إنشاء الفرقة.