قال أحمد الخليل وهو قاص وصحفي سوري، إن التأخر بنشر نصوصي القصصية والشعرية سببه الوضع المادي فقط.
جاء ذلك خلال تصريح له مع موقع (نورث برس) رصده تموز نت ,قال فيه :“بعد خروجي من السجن عشت أياماً في منتهى القسوة، أول ما قمت به إضافة للبحث عن عمل كان إعادة تسجيلي في الجامعة بكلية الحقوق جامعة دمشق، وهذا الأمر كان عذاباً حقيقياً استمر عدة شهور.”
وأضاف: “هذه الفترة كانت فترة قلق وضياع حقيقي، فالدخل كان قليلاً أغلبه يذهب كإجار للغرفة، وفي هذه الفترة وتحديداً الشهر الأول من عام 1994 نشرت نصاً أدبياً في مجلة الحرية الفلسطينية.”
وأشار إلى أن “هذه اللحظة هي الأهم في السنوات الأولى لخروجي من المعتقل، حيث كثيراً ما تمنيت العودة للسجن بسبب وضعي المأساوي، ومع نهاية عام 1996 اتجهت للعمل الصحفي عبر المكاتب الصحفية لصحف الخليج بداية.”
وعن دور العمل الصحفي في حياته قال: “قدم لي الاستقرار المهني والمتعة والغوص في دهاليز الوسط الفني والثقافي السوري، والأهم حقيقة قدم لي نوعاً من الاستقرار المادي.”
وأشار الخليل على تأثير الوضع المادي خلال السنوات الأولى بعد خروجه من السجن، على تأخر نشر النصوص القصصية والشعرية، منوهاً: “كنت أعتبر نشر الكتب لشخص مثلي رفاهية.”
وأضاف: “تقدمت بمجموعتي (ساحة الإعدام) لنشرها في اتحاد الكتاب العرب 1997، لكن لجنة القراءة في الاتحاد رفضتها مبررة ذلك بالإساءة للقيم الدينية والمجتمعية.”
وعن عدم الاهتمام بقصصه ونصوصه النثرية، قال: “أنا لا أتمتع بموهبة العلاقات العامة كبعض الأصدقاء والزملاء، وجاءت طباعة كتبي خلال الحرب السورية، وقبل سفري لألمانيا بأسبوع واحد فقط.”
وقال إنه لم “يتسنى له تنظيم حفل توقيع ونشر أخبار عن كتابي وتوزيع عدد كاف من النسخ على الصحفيين والأصدقاء.”
وأضاف: “دار النشر التي طبعت كتبي دار ضعيفة جداً بمشاركاتها بالمعارض داخل وخارج سوريا، فمجموع المقالات التي نشرت عن كتبي ثلاث أو أربع مقالات فقط.”
وعن الأنثى في “مسكون بفقدها”، قال: “هي نصوص وجدانية يقف وراء كتابتها ضغط غياب الأنثى في السجين، حيث تنشأ علاقة خيالية ووهمية مع نساء مروا بحياة السجين، لذلك تتضخم الأنثى وتصبح أقرب لكائن خرافي لا يمكننا ملامسته.”
وقال إن “غياب المرأة جسداً وروحاً أحد أهم أسباب الاضطراب النفسي الذي يعاني منه السجين، وأعتقد لم تكن علاقتنا مع الأنثى عموماً بعد خروجنا من المعتقل متوازنة.”
وعن كتابه المسرحي، قال: “كتابي يهزم الحرب رصد للحركة المسرحية السورية بعد المظاهرات الأولى من آذار عام 2011 وحتى آذار 2015، هي أمنية بمساهمة المسرح بهزيمة الموت والحروب والقتل والقسوة.”
وفي بعض العروض كان الفريق المسرحي يقاتل القذائف والموت ليصل إلى المنصة، وبعضهم مات في الطريق للعرض، “فالمسرح والفنون ستبقى تكرس الفرح والجمال والحب، لتخلق نوعا من التوازن بحياتنا بين القبح والجمال.”
وعن عمل وزارة الثقافة ومديرية المسارح قال: إن الفنون ومنها المسرح بالنسبة لنظم الاستبداد تشبه اللوحة الفنية التي تزين جدار منزل جنرال حياته مليئة بالمجازر، المسرح هو عنصر تزييني في البلدان التي يحكمها الاستبداد!.
وشدد على أن “وزارات الثقافة العربية بالكاد تصل ميزانيتها لمستوى ميزانية أحذية زوجة الحاكم، هذا غير انعدام الشرط الضروري للفنون عامة وهو شرط الحرية.”
وعن علاقته بكتابة الإبداعية، قال “الخليل”: “أحب الآن أن أعيش الحياة، وأستمتع باللحظة الراهنة وأصبحت علاقتي بالكتابة علاقة مزاجية أو هامشية، وبالنسبة للصحافة أرغب حقيقة بالعمل في موقع إعلامي محترم وواضح التمويل.”
واشار القاص السوري أحمد الخليل، إلى أنه “حتى الآن لم أجد ولم يعرض علي أي موقع العمل، وهذا الأمر لا يشكل هاجساً لي، فأنا متصالح مع نفسي ومع المكان الجديد، رغم صعوبات الاندماج من لغة وثقافة وعادات.”
يذكر أن القاص والصحفي أحمد الخليل من مواليد 1966، خريج كلية الحقوق في جامعة دمشق، ومعتقل سابق من عام 1985 وحتى نهاية 1991.
وصدرت له ثلاثة كتب (مسكون بفقدها، شعر، وساحة الإعدام)، إضافة لمجموعة قصص قصيرة، وكتاب المسرح يهزم الحرب)، ويقيم في ألمانيا.