اعتبر المعارض السوري والعقيد الطيار, مصطفى بكور, أن المشهد السوري أصبح أكثر تعقيداً بعد أن تحولت سوريا إلى ملعبٍ لكل الدول العظمى والإقليمية.
إكمال الطريق رغم كل الصعوبات
وأضاف بكور, في حديثٍ خاص لـ تموز نت, بمناسبة مرور عقدٍ من الزمن على بدء الحراك الشعبي والنزاع في سوريا, إن “الانكسارات التي لحقت بالثورة داخلياً, أضعفتها لكنها لم تقتلها. إذ إنها ما زالت حية في نفوس السوريين, وإن تغلبت جراحهم مؤقتاً على طموحاتهم. لم نفقد الأمل بالنصر بعد, وما زلنا مصرين على إكمال الطريق رغم كل الصعوبات”.
الحرب تركت جراحاً عميقة في بنية المجتمع السوري
ورأى القيادي في جيش العزة, أن الحرب “تركت جراحاً عميقة في بنية المجتمع السوري, ومن الصعب تناسيها”, مضيفاً “لكن بما عُرف عن السوريين من وعيٍ إنساني وقدرة عالية على التحمل والصبر, وديناميكية في التأقلم مع المستجدات, أجد أنه يمكن للسوريين أن ينجحوا في تجاوز حالة الانقسام الحاد خلال فترة قياسية, وخاصة إذا كان الحل يحقق الحد الأدنى من مطالب الناس وأهداف ثورتهم”.
انهيار مريع للاقتصاد السوري
وأوضح بكور أن هناك انهيار “مريع” للاقتصاد السوري في مختلف المناطق مع تفاوت نسبة الانهيار, مضيفاً “تعتبر منطقة الإدارة الذاتية هي الاقل تأثراً بسبب سيطرتها على الموارد النفطية وسلة الغذاء السورية في الجزيرة, وتعتبر مناطق سيطرة النظام الأكثر تأثراً بسبب انتشار الفساد والعصابات وتحكم القوات الأجنبية بموارد البلاد, بينما تعيش إدلب على مواردها المحدودة والدعم الإغاثي من المنظمات الإنسانية”.
السوريين أصبحوا لا يملكون من أمرهم شيئاً
وأعرب بكور عن اعتقاده أن سوريا قطعت شوطا كبيراً في الوصول إلى مرحلة “الدولة الفاشلة”, مشيراً إلى أن “المناطق الثلاث الرئيسية (مناطق المعارضة والحكومة والإدارة الذاتية) يتحكم بها الأجانب وفق مصالحهم بغض النظر عن مصلحة السوريين الذين أصبحوا لا يملكون من أمرهم شيئاً”.
وعن الدور المحتمل للإدارة الأمريكية حيال الملف السوري, وإمكانية الضغط باتجاه تطبيق القرار الأممي ٢٢٥٤, قال بكور: “حسب تصريحات إدارة بايدن؛ اعتقد بأننا سنشهد تهميش لمسار استانة لصالح مسار جنيف والقرار ٢٢٥٤, وبذلك تكون روسيا قد تلقت صفعة قوية ربما ستؤثر سلباً على موقف بوتين أمام المعارضة والشعب الروسي”.
المعارضة وقعت في فخ الاتفاقات الروسية التركية
وعن أداء المعارضة عسكرياً وسياسياً خلال السنوات العشر من الحرب في سوريا, قال بكور: “منذ بدء مسار استانة وقعت المعارضة في فخ الاتفاقات الروسية التركية, وشهد أداءها تراجعاً على مستوى المشاريع السياسية والعسكرية, الأمر الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه الآن”.
وأكد بكور أن أهم الأخطاء التي وقعت فيها المعارضة “هي الانخراط بمسار استانة وتكريس الحالة الفصائلية والارتباط بأجندات الداعمين وتهميش الكفاءات السياسية والعسكرية لصالح المتسلقين لسهولة السيطرة على الفصائل وتوجيهها باتجاهات تخدم أجندات الداعمين ولا تخدم أهداف الثورة “.
ثورة على الثورة
وفي ختام حديثه قال العقيد الطيار, مصطفى بكور: أنه بعد مرور عقدٍ على الثورة “أصبح أغلب السوريين ينتظرون الحل الدولي, ولم يعودوا يثقون ببعضهم ولا بقياداتهم السياسية والعسكرية. لذلك أعتقد أنه إذا تأخر الحل الدولي فإننا سنشهد ثورة على الثورة تعيد الأمور إلى نصابها من جديد”, مضيفاً “لا أرى ذلك بعيداً”.