تظاهر الآلاف في مدينة إدلب، آخر المدن الكبرى الواقعة تحت سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة في شمال غرب سوريا الإثنين، إحياء للذكرى العاشرة لاندلاع الاحتجاجات ضد الحكومة السورية التي سرعان مع تحولت بعد قمعها بالقوة إلى نزاع مدمر.
وقالت هناء دهنين، على هامش مشاركتها في التظاهرة لوكالة فرانس برس “جئنا نجدد العهد كما فعلنا العام 2011 حين قررنا إسقاط نظام (الرئيس) بشار الأسد”.
وردّد المتظاهرون شعارات هتفوا بها في أولى التظاهرات السلمية التي خرجت الى الشوارع في أنحاء عدة من سوريا، بينها التي خرجت في آذار/مارس 2011، على غرار “حرية حرية حرية.. سوريا بدها حرية” و”واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد”، و”يلا ارحل يا بشار”.
كما رددوا شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”، وهو الهتاف الذي اعتمد في كافة دول الربيع العربي. وحمل بعضهم صوراً لضحايا النزاع.
وحمل بعض المتظاهرين العلم السوري الذي اعتمدته المعارضة منذ بداية النزاع. وعُلقت لافتة كبيرة كتب عليها “الثورة عهد يتجدد ونصر مؤكد” و”يا شام انت شامنا”.
وقالت هناء، التي شاركت في تظاهرات 2011، “مستمرون في ثورتنا المباركة حتى لو تواصلت 50 عاماً.. جئنا إلى هنا لنطالب بحقوقنا وبالإفراج عن المعتقلين ومحاكمة مجرمي الحرب”.
لم تتوقع هناء، كما كثر، أن تتحول تظاهرات 2011، المستوحاة من “ثورات الربيع العربي” في تونس ومصر وليبيا، إلى نزاع دام. وأوضحت “كنا نأمل أن نسقط النظام من اليوم الأول، لكنه استخدم كل أسلحته ضد الشعب البريء ليقمع الثورة”.
إدلب الآن بعدستي pic.twitter.com/SwW4JeEF3P
— محمد العمر (@MahmadAlomar652) March 15, 2021
غصب عن الأسد وسواد النصرة، علمنا مرفوع وعالي بسماء إدلب الحنونة.. إدلب العز💚
١٥-٣-٢٠٢١ pic.twitter.com/Flaxlb1XfP— Jina Shashaah (@JinaShashaah) March 15, 2021
10 سنوات ومازلنا مشتمرين…
الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق الثورة السورية #ادلب pic.twitter.com/6JBag3Kawb— ظلال قطيع || Zelal katee (@zelal_abo_adnan) March 15, 2021
صور من مظاهرة مدينة #إدلب في الذكرى العاشرة لإنطلاق الثورة السورية
تصوير : عمار مأمون الديك#شبكة_أخبار_إدلب pic.twitter.com/UdQyvXTU8e— شبكة أخبار إدلب (@EdlibNN) March 15, 2021
وشهدت مناطق أخرى في إدلب، بينها مدينة أطمة الحدودية التي تضيق بالنازحين، تظاهرات مشابهة. وتظاهر آخرون في مدن واقعة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال حلب، مثل أعزاز والباب.
ورغم أن أصوات المدافع خفتت إلى حد بعيد، خصوصاً جراء وقف اطلاق النار الساري منذ عام في محافظة إدلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحتها، إلا أن المعاناة في سوريا لم تنته.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان “تسببت عشر سنوات من الأزمة السورية في حدوث معاناة إنسانية وألم لا يمكن تصورهما”، مضيفاً “لقد خذل العالم السوريين” وقد تحول نزاعهم إلى أحد “أكبر أزمات اللجوء في العصر الحديث”.
وأضاف “اضطر نصف عدد سكان سوريا للفرار من ديارهم (…) خلال عشر سنوات، تكاد أن تكون أي بلدة أو قرية في سوريا قد نجت من العنف، فيما المعاناة الإنسانية والحرمان لمن هم داخل سوريا باتت لا تطاق”.
رغم الدمار والموت والتشرّد الذي ضرب البلاد، يستعد الأسد لخوض غمار انتخابات رئاسية بعد أشهر تبدو نتائجها محسومة لصالحه حكماً.
وتسيطر القوات الحكومية اليوم على أكثر من نصف مساحة البلاد، فيما يعاني الشعب من أزمة اقتصادية حادة مع نضوب موارد الدولة وتداعيات عقوبات دولية مفروضة على النظام وأركانه.