رأى المعارض السوري, رضوان زيادة, أن سوريا بعد عشرة أعوام من “الثورة” انقسمت إلى ثلاثة أقسام, مع سيطرة “النظام” على القسم الأكبر من البلاد.
وأكد زيادة في حديثٍ خاص لـ تموز نت, أن أهم الملفات حالياً؛ هو الأزمة الإنسانية العميقة التي يمر بها المجتمع السوري, مضيفاً “هناك أكثر من 6 ملايين نازح, ويعيش النازحون في الشمال (إدلب) منذ ثلاثة أعوام في ظروفٍ صعبة داخل المخيمات, يضاف لهم 8 ملايين لاجئ دمرت منازلهم من قبل النظام بالبراميل المتفجرة. فضلاً عن الوضع الاقتصادي الصعب وانهيار سعر صرف الليرة بشكل كبير لما يفوق الـ 4000 ليرة للدولار الواحد, وبالتالي زيادة التضخم وانخفاض القدرة الشرائية بشكل كبير للمواطن الذي يعيش في حالة يرثى لها”.
وأوضح زيادة أن الصراع في سوريا تحول إلى صراع دولي بين الولايات المتحدة وروسيا, وصراع إقليمي بين تركيا وإيران, بالإضافة للصراع المحلي, مؤكداً أنه من الصعب “تجاوز هذا الانقسام بدون توافق الأطراف كلها وهذا ما يبدو صعباً جداً وبعيد المنال”, معتبراً أن السبب هو “تمسك نظام الأسد بمواقعه وعدم إظهاره أي ليونة أو رغبة في تجاوز هذه المحنة الكبيرة التي يمر بها الشعب السوري”.
وعن الوضع الإنساني في سوريا قال المعارض السوري رضوان زيادة: إن الشعب السوري “وللأسف سيعيش لفترة طويلة على المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل المجتمع الدولي في مناطق النظام. والسبب؟. سوء الإدارة الاقتصادية الذي حول سوريا إلى بلد للفقر والعوز؛ فضلاً عن غياب الأمن الإنساني في مناطق النظام, وفي مناطق المعارضة أيضاً لا توجد قدرة إنتاجية. اعتقد إن المسؤولية تقع على عاتق كل السوريين, وأيضاً المجتمع الدولي لإجبار الأسد على القبول بالانتقال السياسي, وهو الطريق الوحيد الذي يسمح تقريباً بفتح الحوار حول إدارة الاقتصاد وإدارة المجتمع السوري بحيث تخرج سوريا من هذه المحنة الكبيرة”.
واعتبر زيادة أن سوريا قبل بدء الحراك الشعبي والنزاع فيها “هي في عداد الدول الفاشلة بسبب سوء الإدارة والانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان الذي يعكس بشكل أو بآخر عدم قدرة الدولة على الاستجابة لطموحات المجتمع السوري في ظل غياب المؤسسات”, مضيفاً “وتعمق هذا الأمر بشكل كبير مع إصرار الأسد إدخال البلاد في حربٍ دون فتح نقاش حول الانتقال السياسي أو مفاوضات سياسية, وموقف الأسد هذا قاد البلاد إلى ما هي عليه اليوم”.
وعن موقف الإدارة الأمريكية حيال الملف السوري قال زيادة: “الإدارة الأمريكية سوف تبقى مصممة على تطبيق القرار الأممي 2254, الذي ينص على الانتقال السياسي, لكن ربما لن تستخدم كل الدبلوماسية المطلوبة والقوة لتطبيق هذا القرار, نأمل أن تضع الإدارة الأمريكية سوريا كأولوية لها في الأيام القادمة.”