حاولت السلطات المصرية اليوم الخميس إخراج ناقلة حاويات ضخمة تعطل منذ الأربعاء حركة الملاحة في قناة السويس، الممر التجاري الحيوي بين أوروبا وآسيا، ما قد يبطئ النقل البحري العالمي لأيام إضافية أو حتى اسابيع.
بدورها اعتذرت شركة شوي كيسن اليابانية التي تملك سفينة حاويات العالقة في القناة، وقالت إنها تعمل على حل الموقف، في حين تعرقل السفينة العالقة مرور سلع تجارية تقدر بمليارات الدولارات.
وأضافت الشركة أن عملية تحريك السفينة “بالغة الصعوبة” لكن جنوحها لم يسفر عن إصابات أو تسرب نفطي.
وفي وقت سابق اعلنت الشركة في بيان أصدرته باللغة الإنجليزية لانه بعد أكثر من 24 ساعة على جنوح السفينة “نعتذر بصدق على التسبب في قدر كبير من القلق”.
واشارت الشركة إلى أن عدد الطاقم على متن السفينة يبلغ 25 فردا كلهم هنود. والسفينة محملة بالكامل بسلع استهلاكية متجهة للأسواق الأوروبية في 20 ألف حاوية شحن.
ووصفت الشركة المتخصصة المعنية حاليا بمحاولة تحرير السفينة الأمر بأنه يشبه محاولات تحريك حوت ضخم من على شاطئ. وقاومت السفينة التي يبلع طولها نحو 400 متر حتى الآن محاولات تحريرها عن الحافة الرملية من القسم الضيق من القناة وانغرست في حافته بعد أن فقدت التحكم في توجيهها بسبب رياح قوية.
وقالت مصادر في القطاع إن شركة شوي كيسن وشركات التأمين على السفينة، وهي إحدى أكبر سفن الحاويات في العالم التي تعلق في قناة السويس، تواجه مطالبات بتعويضات تبلغ ملايين الدولارات حتى إذا جرى تعويم السفينة سريعا.
وأبطأ الحادث الذي وقع ليل الثلاثاء الأربعاء، عمليات تسليم النفط وسلع تجارية اخرى.
وساهم النبأ في ارتفاع أسعار النفط الأربعاء.
وأفادت وكالة “بلومبرغ” أن 9.6 مليارات دولار هي قيمة حركة المرور البحرية اليومية المتوقفة في قناة السويس بسبب جنوح سفينة الحاويات الضخمة.
وقالت إن هذا الرقم يستند إلى تقييم أجرته نشرة Lloyd’s List والذي يشير إلى أن حركة المرور المتجهة غرباً تبلغ قيمتها حوالي 5.1 مليارات دولار أميركي يومياً، وأن حركة المرور المتجهة شرقاً تبلغ 4.5 مليارات دولار أميركي تقريبًا.
ومع ذلك، تقر النشرة الشهيرة بأن هذه “حسابات تقريبية”. وتشير البيانات التي جمعتها بلومبرغ إلى أن هناك حوالي 185 سفينة تنتظر عبور الممر المائي، في حين أن لويدز تقدرها بـ 165 سفينة.
وافتتحت قناة السويس التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط في 1869. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 2015 مشروعا لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023. ولهذه الغاية، كان المصريون حفروا في 2014 مجرى جديدا هو الذي علقت فيه سفينة الحاويات.
وتؤمن قناة السويس عبور 10 في المئة من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكّل صلة وصل بين أوروبا وآسيا.