دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدول استعادة 62 ألف شخص من مواطنيها، من مخيم الهول بحافظة الحسكة في شمال شرق سوريا.
وقال بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان بعد زيارة المخيم الشاسع، حيث تدير اللجنة مستشفى ميدانيا وتوزع الغذاء والماء إن “عشرات الآلاف من الأطفال المحاصرين في مخيم الهول وغيره من المخيمات والمحتجزين في السجون هم ضحايا. إنهم ضحايا بغض النظر عما ربما فعلوه هم أو آباؤهم، أو ما هم متهمون به”.
وأضاف أن الأطفال، وكثير منهم أيتام أو منفصلون عن آبائهم، في ظروف خطيرة دائما في المخيم. وقالت الأمم المتحدة في يناير كانون الثاني إنها تلقت تقارير عن مقتل 12 سوريا وعراقيا هناك.
وحث ماورير السلطات على وضع حد “لمأساة على مرأى الجميع” وأضاف “توجد أمثلة إيجابية على استعادة أفراد وإعادة دمجهم”.
وامتنعت بعض الدول عن استعادة مواطنيها، وأرجعت ذلك لأسباب أمنية، أو سعت لتجريدهم من الجنسية.
واختتم ماورير زيارة استمرت خمسة أيام لسوريا شملت أيضا الحسكة وداريا، خارج دمشق، وأجرى محادثات على مستوى وزاري في العاصمة.
جمعية بلجيكية تدعو للإسراع بإعادة أطفال مخيم الهول خشية تلقينهم التطرف
وفي السياق حذرت شخصية بلجيكية مطلعة على ملف عائلات داعش المحتجزين في مخيم الهول في سوريا من خطر تلقين أبناء الجهاديين الأجانب التطرف، مشددة على وجوب “إعادتهم بأسرع ما يمكن” إلى أوروبا.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، أكدت هايدي دي باو المديرة العامة لجمعية “تشايلد فوكوس” التي زارت مخيم الهول ثلاث مرات خلال عامين، أن القوات الكردية أقرت، خلال زيارتها الأخيرة في كانون الأول/ديسمبر، أنها “فقدت السيطرة” على هذا المخيم الواقع في شمال شرق سوريا.
وقالت إن تنظيم الدولة الإسلامية هو المسيطر حاليا على المخيم خصوصا على الأجانب فيه حتى أنه “يبدو وكأنك في الرقة”، المعقل السابق للتنظيم في سوريا.
وتعد تصريحاتها صدى لتلك التي أدلى بها أخيرا رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الذي قال في 4 آذار/مارس: “يوجد في هذه المخيمات إرهابيو الغد”.
وفي موقف يعد فريدًا في أوروبا، قال إنه مستعد لأن “يفعل كل شيء” لإعادة جميع الأطفال البلجيكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عاما وما دون مع معالجة حالات الأمهات كل على حدة.
وقال النائب البلجيكي جورج داليمانيه الذي رافق دي باو في كانون الاول/ديسمبر إلى مخيم الهول “تتشكل دولة إسلامية جديدة في المهد هناك”.
وأوضحت هايدي دي باو أن هناك “محاكم تطبق الشريعة” مضيفة أن “كل النساء اللواتي قابلناهن كن يرتدين النقاب الأسود حتى الفتيات الصغيرات اللواتي يبلغن 3 أو 4 سنوات” كما “أنشأت العديد من النساء مدارس إسلامية”.
في حزيران/يونيو 2019، رافقت مديرة “تشايلد فوكوس” بعثة بلجيكية ساهمت في إعادة ستة أطفال وشباب صغار إلى بلادهم. وهذا جزء صغير من حوالى 40 قاصرا بلجيكيا ما زالوا في سوريا، وفقا لدراسة حديثة أجراها باحثون بلجيكيون.
خلال هذه الزيارة، بعد ثلاثة أشهر من سقوط الباغوز، تمكنت دي باو من التحدث إلى نساء في مخيم الهول وقالت “لقد أردن اغتنام الفرصة للتعبير عن أنفسهن أمام الزائرين الأوروبيين”.
في كانون الأول/ديسمبر، انقلب الوضع حسب قولها، و”شعرنا بوجود توتر على الفور. في وقت من الأوقات انقلب الأطفال علينا وبدأوا يصيحون ’كفار’ ويرشقوننا بالحجارة”. وأضافت “إنه أمر محزن أن نرى أن هناك إمكانية لتحويل أطفال في التاسعة أو العاشرة من العمر إلى التطرف”.
وأشارت دي باو إلى أنه لم يتسن مقابلة النساء، معربة في موازاة ذلك عن تخوفها من التواصل المتزايد بين هؤلاء “المتطرفات” والمتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية في الخارج الذي عادوا إلى تنفيذ عمليات.
ومن المؤشرات الأخرى على الممارسات المرتبطة بالتطرف الإسلامي وفقا لها، أن الحراس الأكراد أوضحوا أن المراهقات يُزوَّجن في سن البلوغ “لإنجاب أطفال”.
وأضافت “قالوا لنا إن النساء يقتربن من تلقاء أنفسهن من الرجال العراقيين والسوريين لكن أيضا من العاملين في المنظمات غير الحكومية ليحملن”.
إلا أنه “ليس مكانا مناسبا للأطفال. لا توجد مدارس ولا طعام كاف أو مياه صالحة للشرب. والجو حار جدا في الصيف وبارد جدا في الشتاء ولا تحصل كل أسرة على خيمتها الخاصة”.
وختمت “يجب إعادة الأطفال إلى الوطن بأسرع ما يمكن لأسباب إنسانية وأمنية”.