كشفت مصادر في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لـصحيفة “العربي الجديد”، أن الأخيرة لن تسمح بوضع صناديق الانتخابات الرئاسية في المناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية “قسد”.
وقال صالح كدو، سكرتير حزب اليسار الديمقراطي في سوريا، المتحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وأحد أحزاب الوحدة الوطنية المشكلة لـ”الإدارة الذاتية”، إن “المشاركة في الانتخابات، والسماح بوضع صناديق الاقتراع في مناطق حكم الإدارة، لم يناقش على مستوى أحزاب الإدارة الذاتية، لكن التقدير العام يشير إلى عدم مشاركة الإدارة وأحزابها في الانتخابات”.
وأضاف، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن أحزاب “الإدارة الذاتية” ترى أن هذه الانتخابات “مغامرة من جانب الروس والنظام والإيرانيين لفرض الأمر الواقع، وتفتقر إلى دعم المجتمع الدولي ودعم الشعب السوري الذي لا يرى في هذه الانتخابات منقذاً للوضع”.
وأشار إلى أن كافة القوى الوطنية السورية “لن تشارك في هذه الانتخابات، ولا ترى مبرراً لإجرائها، كما أنه من المتوقع أن يزيد إجراؤها من عمق الأزمة السورية، وأن تبعد إمكانية الحل السياسي الذي يتطلع لتحقيقه السوريون”.
وأكد كدو أن “مناطق شمال شرق سورية لن تكون مكاناً لإجراء هذه الانتخابات، وهي مناطق تضم قرابة ربع سكان سورية، وتشمل حوالي ربع مساحة البلاد”، بحسب قوله.
وتوقعت مصادر مقربة من “الإدارة الذاتية” أن تتخذ “الإدارة” من الانتخابات الحالية موقفاً مشابهاً لما حدث مع الانتخابات الماضية، بحيث تمنع وصول صناديق الاقتراع إلى المناطق التي تسيطر عليها، لكنها في الوقت ذاته لن تعارض وصول الراغبين بالمشاركة إلى مربعات النظام الأمنية في مدينتي الحسكة والقامشلي شمال شرقي سوريا.
وقالت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في العاصمة الأمريكية واشنطن, سينم محمد, إن الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا “غير الشرعية، وليست ذات مصداقية، لأنّ الكثير من السوريين لن يشاركوا في تلك الانتخابات”.
وأضافت محمد في تصريحٍ لـ تلفزيون سوريا المعارض, أن “المهجّرين واللاجئين السوريين في دول اللجوء، فرّوا من بطش نظام الأسد، ولن يشاركوا أيضاً في تلك الانتخابات وبالتالي فإن شريحة واسعة من السوريين في الداخل والخارج سيكونون مقاطعين لتلك الانتخابات التي ينوي النظام المضي بها في أيار المقبل”.
وعن موقف الإدارة الذاتية من الانتخابات الرئاسية قالت محمد: إنّ “الإدارة الذاتية لم تصدر أي بيان بشأن تلك الانتخابات، وبالتالي لا يمكن الغوص حالياً في تلك الفرضية”.
وأشارت إلى أن “الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجراها النظام في السنوات الأخيرة، اعتمدت على صناديق وُضعت في مناطق يسيطر عليها، ولم تدخل تلك الصناديق إلى مناطق تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وأنّ المشاركة في تلك المناطق اقتصرت على المدنيين القاطنين في مناطق يسيطر عليها “النظام” بمحافظة الحسكة”.
وتنظم الانتخابات الرئاسية السورية بموجب الدستور، الذي تم الاستفتاء عليه في غمرة النزاع المسلح الجاري في سوريا العام 2012.
وتنص المادة 88 من الدستور على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منها من سبع سنوات.
لكن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي الا اعتبارا من انتخابات 2014.