رأى المحلل السياسي والباحث في الشؤون الأمريكية, إيهاب عباس, أن الاعتراف بالإبادة الأرمنية سيؤثر سلباً على العلاقات التركية- الأمريكية خلال الفترة القادمة.
وأوضح عباس في حديثٍ لـ تموز نت, أن الرئيس الأمريكي جو بايدن, توعد نظيره التركي رجب طيب أردوغان وتركيا خلال حملته الانتخابية وحتى بعد وصوله للبيت الأبيض بأنه سيتعامل “بحزم مع تركيا وأردوغان الذي وصفه قبل ذلك بأنه شخص مستبد ودكتاتور, وأنه سيدعم المعارضة التركية في الداخل والخارج”.
وأكد الباحث في الشؤون الأمريكية, إيهاب عباس, أن تركيا ليست في وضعٍ يخولها تصعيد الأمور مع الولايات المتحدة, “وسيبقى الأمر في إطار التنديد السياسي والدبلوماسي واستدعاء السفير, ولن يتجاوز الأمر هذه التحركات من قبل تركيا”.
واستعبد عباس أن تستجيب أمريكا للمطالب التركية بوقف دعم قوات سوريا الديمقراطية, واتخاذ إجراءات تجاه جماعة فتح الله غولن قائلاً: “لا اعتقد أن الإدارة الأمريكية ستستجيب لأي مطالب تركية فيما يتعلق بجماعة فتح الله غولن و/قسد/ أو غيرهم, لأن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن تؤمن بمبدأ الحريات وتؤمن أيضاً أن هناك فرصة للمعارضة ولقوات /قسد/ في أن يكون لهما دور فعال وبنّاء في الخطط والاستراتيجيات الأمريكية خلال الفترة القادمة خاص في التعامل مع ملفات الشرق الأوسط التي تهم الإدارة الأمريكية في هذا الإطار تحديداً”.
كما أشار عباس إلى أن الولايات المتحدة تستخدم “مبدأ العصا والجزرة في التعامل مع عدد من الدول والملفات, ومن بينها ملف العلاقات الأمريكية- التركية, والملفات التي تتدخل فيها تركيا في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الملف السوري”, مضيفاً أن هناك “تصريحات من هنا ومن هناك, ولكن ما يهمنا الآن التصريحات الرسمية التي تصدر عن البيت الأبيض والخارجية الأمريكية, وهي الآن غير متناغمة مع الإرادة التركية وبالتالي الأمور مرشحة لمزيد من التصعيد إذا لم تمتثل تركيا للمطالب الأمريكية بالعودة كحليف قوي للولايات المتحدة من خلال حلف الناتو والتحالفات الأخرى التي تدخل فيها مع تركيا”.
وعن أزمة ملف الصواريخ الروسية أس- 400 وإمكانية تخلي تركيا عنها, قال عباس: “ما نراه الآن هو أن تركيا لن تتخلى عن منظومة أس- 400, وهي قالت أنه من الممكن أن توقف تشغيلها مقابل مطالب من الإدارة الأمريكية يتعلق بوقف دعم قوات /قسد/ وجماعة فتح الله غولن وغيرها. لكن الإدارة الأمريكية لن تستجيب لمثل هذه المطالب وبالتالي صفقة صواريخ أس- 400, اعتقد أنها لاتزال قائمة وتحاول تركيا أن تستخدمها كورقة ضغط على الإدارة الأمريكية, لكن ذلك لن يكون ذا جدوى”.