معرفة أوقات السحور وموعد أذان المغرب ومواعيد الصلاة في شهر رمضان أمر يحتاجه الناس كثيراً، لكن كيف كان يحسب العرب قديما وفي صدر الإسلام الوقت، وكيف كان يتوصلون إلى مواعيد الصلوات خاصة في الشهر الفضيل، خصوصا وأن أول ساعة محمولة اخترعت بألمانيا، عام 1577م ، تم اختراع ساعة أكثر دقة من أجل رصد النجوم، وإن كان تطور الساعة وحتى وصلت إلى شكلها الحالي تطور عبر آلاف السنين.
كتبت صحيفة (اليوم السابع),عندما جاء الإسلام كان المسلمون في أمَسّ الحاجة إلى تحديد مواقيت الصلاة بصورة دقيقة، ومن هنا جاءت فكرة المزولة أو الساعة الشمسية، وقد اكتشف المسلمون المزاول أثناء توسعهم في العالم اليوناني في القرن السابع الميلادي، وكانوا يستخدمونها لقياس الوقت وتحديد أوقات الصلاة، وقد أسهم العلماء الفلكيون المسلمون بشكل كبير في هذا العلم من الناحيتين النظرية والتطبيقية معاً.
واهتم العرب بالمزاول من أفقية ورأسية واعتدالية، فنصبوها في المساجد والمدارس ومعاهد العلم، فهي بمنزلة ساعة التوقيت المحلي، وأناطوا العناية بها إلى المهندسين والمؤقِّتين، والمزولة تُعتبر من أقدم آلات قياس الوقت لأن تاريخها يرجع إلى عام 3500 قبل الميلاد، وهي عبارة عن أداة لتحديد الوقت من خلال ظل الجسم، هذا الظل يتغير بتغير موقع الشمس ومسارها، وتتحدد الساعة من طول ظل العصا، الذي يكون في أقصر طول له عند الظهيرة.
ولقد اشتُق اسمها من الزوال، أي وقت مرور مركز الجرم السماوي على قوس تخيلي فوق رأس المشاهد، وفي حالة الشمس يكون الزوال هو وقت الظهر، وأساس عمل المزولة هو تغير طول الظل واتجاهه خلال النهار، ففي نصف الكرة الشمالي يكون اتجاه الظل صباحاً إلى الغرب وظهراً إلى الشمال، وبعد الظهر إلى الشرق.