حذر خبراء في الأمن الدفاعي من خطة روسيا “المقلقة والمزعجة”حسب وصفهم ,للبقاء كقوة عظمى وحيدة في القطب الشمالي، قائلين إن هذا الطموح يحمل تداعيات اقتصادية وعسكرية تمتد آثارها لشمال المحيطين الأطلسي والهادئ, وفقاً لموقع الحرة.
وقال بيتري سيبالا، الملحق الدفاعي في السفارة الفنلندية في واشنطن: “الصراع المحتمل يتصاعد” في القطب الشمالي، مضيفا “نحن بحاجة إلى قدرات عسكرية لضمان إتباع الجميع للقواعد” في منطقة هادئة تقليديا.
وفي ندوة عبر الإنترنت لمركز ويلسون، نشر المعهد البحري للولايات المتحدة مقتطفات منها، وصف سيبالا الإمكانيات العسكرية لمنتدى القطب الشمالي بـ”المحدودة للغاية”.
ويعمل الكرملين على تعزيز الدفاعات الروسية في القطب الشمالي الذي وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه منطقة حيوية للمصالح الروسية بعد أن جعل تغير المناخ الوصول إليه أسهل.
ولتوسيع استكشاف الطاقة والمعادن، غالبا بالتعاون مع الصين، قامت روسيا ببناء أو تحديث المطارات والموانئ على طول ما يسمى بالطريق البحري “العابر للقطب” بين المحيطين الأطلسي والهادئ، حسبما يقول المعهد البحري.
واتفق المشاركون في الندوة على أن التعاون بين موسكو وبكين لا يعكس فقط منافسة القوى العظمى مع الولايات المتحدة، بل محاصرة الاستجابة الأميركية لظروف الأمن الإقليمي أيضا.
وتعد روسيا الدولة التي لديها أكبر مساحة من الأراضي في القطب الشمالي، حيث يقع طريق بحر الشمال داخل حدودها تماما.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ما يقدر بنحو 80 في المئة من صادراتها من الغاز الطبيعي، و17 في المئة من صادراتها البترولية تأتي من القطب الشمالي.
وعلى مدى السنوات السبع الماضية، أصبح الطريق الروسي العابر للقطب المتجمد الشمالي حقيقة، وتستخدمه التجارة الدولية والسياحة، وفقا لمايكل رايان، نائب مساعد وزير الدفاع السابق لسياسة أوروبا وحلف شمال الأطلسي.
وفي الوقت نفسه “نحن مشغولون مسبقا بالصين، في كل مكان ما عدا القطب الشمالي”، حسبما يقول رايان.
فيما قال الأدميرال المتقاعد لارس ساونيس، القائد السابق للبحرية الملكية النرويجية وخفر السواحل: “مصلحة روسيا كبيرة في القطب الشمالي”.
ويعتقد أن تحركات الكرملين لتأكيد هيمنته تهدد “السلام والاستقرار والقدرة على التنبؤ” في المنطقة.
ويرى أن خطر تنفيذ روسيا لخطتها دون رادع في أقصى الشمال يمكن أن يؤدي إلى “معركة”، مضيفا أن موسكو تحتاج إلى أن ترى من حلف شمال الأطلسي ودول الشمال -مثل السويد وفنلندا- “قرع طبول الردع الواضح والحاضر” بشأن طموحاتها العسكرية في القطب الشمالي.