رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي، جواد غوك, أن تحسن العلاقات بين تركيا والدول العربية وبشكل خاص السعودية ومصر “سوف تنعكس بشكلٍ إيجابي على العلاقات بين تركيا وسوريا”.
وأضاف غوك, في حديثٍ لـ تموز نت, أنه يجب النظر إلى العلاقات التركية العربية ككل, مشيراً إلى أنه لا يمكن التفكير بالتطبيع بين تركيا ومصر أو السعودية, “وتخريب العلاقات بين تركيا وسوريا؛ هذا الأمور غير ممكن”.
وتابع غوك قائلاً: “نعلم بأن السعودية تحاول تطبيع العلاقات مع سوريا ولهذا السبب التطبيع بين تركيا والسعودية سوف يشكل أرضية لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق”.
وعن إمكانية إسهام عودة العلاقات وتحسنها بين السعودية وتركيا في الدفع باتجاه تجاوز الخلافات داخل الائتلاف السوري المعارض, ومنصات المعارضة, قال غوك: “أن الخلافات الداخلية لدى المعارضة السورية موجودة, وخيبة الأمل واضحة في صفوف المعارضة على كافة الصعد. ولهذا السبب الفشل واضح, وتركيا لم تستطيع أن تأخذ ما كانت تريد من الساحة السورية. والتطبيع سيكون من خلال وقف نشاطات المعارضة السورية في تركيا, وهذا الأمر ليس مستغرباً أو مستبعداً. نحن نعرف من خلال التجارب السابقة أن الحكومة التركية سوف تعود إلى تطبيع العلاقات بينها وبين سوريا وتصفية المعارضة السورية بشكل سريع ويسير”.
كما أعرب غوك عن اعتقاده بأن المعارضة السورية ستشهد “انشقاقات”, واتخاذ “موقف سلبي من الحكومة التركية إذا كانت هناك إشارات لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا”, مضيفاً “لا تزال الخلافات موجودة بين المعارضة السورية كما أنهم أصيبوا بخيبة أمل لعدم تحقق هدف إسقاط النظام السوري, وكثرت خلافاتهم”.
وعن الموقف الداخلي التركي من تطبيع العلاقات مع دمشق قال غوك: “الأمر واضح جداً, وأظن أنه سترتفع الأصوات لتطبيع العلاقات بين البلدين داخلياً, ومن الممكن أن تسحب الحكومة التركية هذه الورقة من يد المعارضة التركية”.
كما استبعد غوك أن تقدم السعودية على إقامة علاقات مباشرة مع الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا, مشيراً إلى أن أولويات المملكة العربية السعودية هي إعادة العلاقات مع دمشق. وأضاف قائلاً: “اعتقد أن الجميع سوف يعودون لتطبيع العلاقات مع دمشق, ولن يقدموا على أي خطوة تزعج دمشق. والسعودية لن تقوم بإقامة علاقات قوية مع شمال سوريا (الإدارة الذاتية)”.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وصل في العاشر من الشهر الجاري, إلى المملكة العربية السعودية، في أول زيارة من نوعها منذ مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في الـ 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018, داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وقال تشاووش أوغلو، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “نحن موجودون في المملكة العربية السعودية بهدف البحث في علاقاتنا الثنائية ومناقشة القضايا ذات الشأن التي تهم منطقتنا، وعلى رأسها الاعتداءات على المسجد الأقصى واضطهاد الشعب الفلسطيني”.