اعتبر المعارض السوري والعميد الركن الطيار, عبد الهادي الساري, منع الفصائل المسلحة دخول قافلة المهجرين من القنيطرة, مناطق المعارضة بأنه “أمر خطير جداً ويتنافى مع مبادئ الثورة السورية على اعتبار أن الشعب السوري الذي ثار على نظام الأسد هو شعبٌ واحد ولديهم هدفٌ واحد ومعاناة واحدة ومصير واحد “.
وأضاف الساري, في حديثٍ خاص لـ تموز نت, أن “تعدد الفصائل والمتاجرة ببندقية الثورة ودماء شهدائها وأعراض نسائها جعل الهدف مشتتاً, والغايات كثيرة, وبالتالي نجد فصيل يقبل تارة, وفصيل لا يقبل حسب سعر بندقية الثورة”.
وتابع قائلاً: “آخر ما يفكر فيه من نصبوا أنفسهم قادة للفصائل المتنوعة والمتناحرة الإنسان السوري الذي وجد نفسه ضحيةً لتصرفاتهم المشبوهة المارقة والغريبة عن تراثنا وعاداتنا”.
وأوضح العميد الركن عبد الهادي الساري, أن تناحر الفصائل المسلحة ليس بجديد, وإن الشعب السوري تعود عليهم, مضيفاُ “يعجز أكبر سياسي أن يوحد بين فصيلين ويوحد الهدف المنشود؛ لأن المال السياسي الذي استطاع أن يدمر الثورة ما زال قائما ويدق مسامير نعش الثورة بشكل يومي من خلال أشخاص لا يهمهم إلا ما يكسبون, وهذه هي الغاية الأسمى بالنسبة لهم”.
وعن منع المخابرات التركية دخول عوائل المهجرين من بلدة أم باطنة, ومدى تأثيره على مصداقية القول بأن مناطق المعارضة تتمتع بالاستقلالية, قال الساري: إن منع تركيا لـ “قوافل المهجرين بالدخول إلى مناطق الثورة يدل على أنها ما زالت تفكر بمصالحها على حساب الشعب السوري”.
وأضاف الساري, أن هناك “جملة من التغييرات السياسية التي يتخذها المجتمع الدولي ومن ضمنه تركيا على حساب مصلحة الشعب السوري الثائر؛ وكأن أعوان النظام والمتآمرين على الشعب السوري يريدون من هذا التغيير تلميع صورة النظام ومحاولة إعادة تدويره. يبدو أن هناك ضغوط تمارس على تركيا لتغيير سياساتها التي اعتبرناها جميعا أنها مبدئية”.
ورأى الساري, أن سماح هيئة تحرير الشام لقافلة المهجرين من القنيطرة بالعبور إلى مناطق سيطرتها هو لـ “كسب الرأي العام وتلميع صورتها المهزوزة وللتغطية على الممارسات التعسفية التي تمارسها ضد المدنيين العزل في مناطق سيطرتها حيث بات المرء يشك في جميع تصرفاتها”, مؤكداً أن تحرير الشام “تمارس التسلط أكثر من النظام وتدفع الأهالي إلى الترحم على الماضي”. وأضاف قائلاً: “اعتقد أن هذا الشيء هو مخطط له ويدار من قبل طرف ثالث غايته تلتقي مع الهدف المركزي الذي يتوافق مع التوجه السياسي المتماهي مع الوضع الجيوسياسي الراهن”.
وكانت قافلة مهجري القنيطرة وصلت في الـ 22 من الشهر الجاري, إلى مناطق نفوذ “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) في إدلب, حيث توجهت الباصات التي تحمل على متنها عشرات المهجرين من قرية أم باطنة، إلى قرية دير حسان بريف إدلب الشمالي، بعد منعهم من دخول مدينة الباب شرقي حلب من قبل فصائل الجيش الوطني بأوامر تركية بحجة عدم تنسيق الروس مع الأتراك، ليفترشوا العراء لنحو 30 ساعة قبل أن يتوجهوا إلى إدلب اليوم، وفقاً للمرصد السوري.
وأشار المرصد السوري، إلى أن عشرات المتظاهرين اقتحموا معبر أبو الزندين قرب مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، لإجبار “الجيش الوطني” على إدخال العوائل العالقة المهجرة من قرية أم باطنة في ريف القنيطرة، بعد رفض المخابرات التركية إدخالهم.
وجرت عملية التهجير قبل أيام في بلدة أم باطنة في الريف الأوسط لمحافظة القنيطرة وهجرت السلطات السورية 30 مطلوبًا مع عائلاتهم إلى الشمال السوري، وذلك بعد اتفاق بين فرع الأمن العسكري والجانب الروسي من جهة، واللجنة المركزية في حوران وبعض وجهاء المنطقة من جهة أُخرى.