رأى المعارض والإعلامي السوري, أيمن عبد النور, أن إجراء الانتخابات من عدمها لن تزيد من شرعية النظام أو تقبله دولياً أو التسريع في عملية إعادة الإعمار وتغيير قرارات الدول تجاه النظام السوري واعتباره أكثر شرعية.
وأضاف عبد النور في حديثٍ خاص لـ تموز نت, أن الانتخابات الرئاسية لن تؤثر على قرارات الدول التي حسمت أمرها كـ الاتحاد الأوربي, أمريكا, كندا, أستراليا, سويسرا وبريطانيا, لأن “كل هذه الدول اعتبرت أن الانتخابات لا تجري وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254, ولا تجري في إطار دستور جديد وبإشراف الأمم المتحدة, ولا تتيح للسوريين المنتشرين في العالم أن ينتخبوا بحرية كاملة. لذلك هي لا تعتبرها شرعية بل استمرار للنظام السابق الذي اتخذت ضده عقوبات اقتصادية وسياسية وحصار وعزل دبلوماسي. هذا هو الواقع وسيستمر بنفس الوتيرة”.
وتابع عبد النور قائلاً: “لا توجد شرعية للنظام بالنسبة للدول الغربية, وحالياً لا يتم التفاوض والتعامل معه بشكل مباشر من قبل الكثير من دول العالم, والمجتمع الدولي ما عدا حوالي سبع دول؛ هي إيران, روسيا, الصين, كوبا, فنزويلا, وبعض الدول العربية منها سلطنة عمان”.
وأشار المعارض ومؤسس موقع “كلنا شركاء”, أيمن عبد النور, إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاول بشكل كبير جداً “أن يستغل قضية اللاجئين بالتعاون مع الليبراليين اليساريين ومع اليمن المتطرف الأوربي للضغط على الحكومات من أجل إعادة اللاجئين واعتبار قضية اللاجئين منتهية؛ ويمكن أن تنتهي ويعيدوا العلاقات مع النظام السوري وإجراء الانتخابات. كل تلك المساعي فشلت, كما فشلت مساعي بعض الدول العربية الدخول إلى سوريا وإعادة إعمارها بسبب قانون قيصر الأمريكي. وبالتالي توقفت هذه المساعي أيضاً”.
كما أكد عبد النور أنه “لا يوجد تعويم للأسد دولياً, ولا ضخ كميات كبيرة من الأموال لتعيد انتعاش الاقتصاد”, مضيفاً أن “الوضع الآن كما هو قبل الانتخابات لم يتغير؛ حصار اقتصادي وعزل دبلوماسي”.
وعن دلالات زيارة الوفد الأمريكي ضمن القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوي هود, ونائب مساعد وزير الخارجية والممثل الخاص بالنيابة لسوريا أيمي كترونا, لمناطق الإدارة الذاتية, قال عبد النور: “الدلالات كانت واضحة, وهي أن النشاط الأمريكي مستمر, وإنها لن تتخلى عن الملف السوري في وقتٍ يتم الحديث عن تراجع الملف السوري على سلم اهتمامات إدارة الرئيس بايدن, وأرادوا من وراء زيارتهم إرسال رسالة بأنهم مازالوا مهتمين بالملف السوري”.
وتابع قائلاً: أن زيارة الوفد الأمريكي حملت أيضاً “تجديد دعمهم لمنطقة الإدارة الذاتية على أن تكون هي نموذج, وقد تكون نموذج ناجح وبالتالي يمكن تعميمه لاحقاً على مجالات ومناطق أخرى في سوريا. كما أنها خلقت جواً من الارتياح لدى مسؤولي الإدارة الذاتية لأنه كان هناك توتر وقلق بأن الولايات المتحدة يمكن أن تنسحب في فترة ما وبالتالي تجعلهم في مواجهة روسيا وتركيا والنظام. لذلك جاءت الزيارة كعامل تطمين وأن الجيش لن ينسحب. كما زار الجنرال كينث ماكنزي (قائد القيادة المركزية في الجيش الأمريكي) أيضا مناطق الإدارة الذاتية وأعاد التطمينات, كل هذا من أجل ترسيخ أن الواقع لن يتم إجراء أي تغيير فيه قبل التوصل لحل سياسي لكل سوريا”.
كما استبعد عبد النور بقاء الرئيس السوري بشار الأسد لمدة سبع سنوات جديدة في سدة الحكم, معتبراً أن “الانتخابات الرئاسية لا تلقى قبولاً واعترافاً دولياً”. وعن مدى تأثير الانتخابات الرئاسية على أعمال اللجنة الدستورية, قال عبد النور: “نأمل أن يفهم (الأسد) الدرس بأن الوضع الاقتصادي لن يتحسن, ولن يكتسب شرعية جديدة بعد الانتخابات الوهمية والمسرحية, ويجب أن يدعم الوفد الذي يمثل النظام في اللجنة الدستورية تسريع القرارات والوصول إلى انتخابات جديدة وبالتالي تشكيل دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. هذا ما يجب أن يفهمه؛ لكن النظام متمسك بإجرامه ولا يرغب باي تخفيف للعقوبات على شعبه الذي اختطفه ويبازر عليه العالم من أجل البقاء في السلطة”.