اعتبر المعارض السوري ونائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية, عقاب يحيى, أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بإجرائها الانتخابات الرئاسية في الـ 26 من الشهر الجاري, “داست علانية على القرارات الدولية الخاصة بالحل السياسي”.
وأضاف يحيى في حديثٍ لـ تموز نت, أن “اللجنة الدستورية عقدت عدة جلسات تفاوضية ولم تخرج بأية نتيجة بسبب تعطيل النظام لها, وهي الآن ليست في العناية المشددة وحسب بل يمكن القول أنها وضعت في سلة المهملات لأن المفروض كما كان مخططاً له من الهيئة الأممية أن تنجز صياغة دستور جديد لسوريا وتجري وفقه الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وبمسرحية انتخابات النظام أعتقد أن أمر دستور جديد بات بعيد المنال”.
وعن نسبة المشاركين في الانتخابات الرئاسية التي أعلنت عنها السلطات السورية قال يحيى: “قام بعض المختصين بدراسة واقعية لعدد سكان سورية على ضوء الأرقام التي نشرها النظام لعدد الناخبين, وتبيّن أنها لا تقوم على الحقيقة إلا إذا فرضنا أن عدد السكان وصل إلى 50 مليون. بينما تدل الوقائع أن نسبة المصوتين لم تتجاوز الـ 8% من مجموع الذين يحق لهم التصويت فعلاً وهم أقل من 10 مليون، آخذين بالاعتبار أن أرقام اللاجئين وفق بيانات الأمم المتحدة أكثر من 7 مليون بينما يتجاوز العدد الحقيقي هذا الرقم وهم موزعون في تركيا وإقليم كردستان العراق والأردن ولبنان وألمانيا وغيرها من الدول الأوربية، وتعلمون أن تركيا وألمانيا منعت إجراء أي تصويت على أراضيها، وكذا في إقليم كردستان العراق، عدا عن وجود ما يقرب الـ 9 مليون يعيشون في المناطق المحررة وإدلب وتلك التي تقع تحت سيطرة قسد”.
وأكد القيادي في الائتلاف المعارض, عقاب يحيى, أن إجراء الانتخابات سيؤثر على مسار أستانا كتأثيره على مسار جنيف, مشيراً إلى أن الموقف التركي يتقاطع مع مواقفهم الرفضة للانتخابات واعتبارها “غير شرعية”.
وعن إمكانية تطبيع الدول العربية مع الحكومة السورية بعد الانتخابات الرئاسية, قال يحيى: “نحن نعمل وفق خطة شاملة للتحرك مع الأشقاء والأصدقاء بهدف بلورة وتصعيد المواقف الرافضة لهذه المهزلة والبحث في البدائل”, مضيفاً من الطبيعي “أن يروّج النظام لولوج مرحلة /إيجابية/ جديدة عربية وغير عربية، لكن وكما نعرف من الأشقاء في السعودية أن موقفهم لم يتغير من النظام وما زالوا متمسكين بموقفه المعروف، وبالحل السياسي الذي يفضي إلى تكريس الانتقال السياسي”.
وفي ختام حديثه أشار يحيى إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن, “لم تفصح حتى الآن عن موقفها الواضح من الأزمة السورية وموقعها في سلم أولوياتها، وعلاقتها بالملف الإيراني”، مضيفاً “لذلك تتواصل الجهود حثيثة مع المعنيين في هذه الإدارة لاتخاذ مواقف صريحة تضع فيه أمريكا ثقلها لفرض الحل السياسي، ويقوم ممثلينا في واشنطن ونيويورك بدور مهم في هذا المجال إلى جانب الجالية السورية النشيطة”.