نشر سيدات بيكير, المعروف بـ “رجل الدولة العميقة” في تركيا مقطعا جديداً لفضائح تطال شخصيات نافذة وتتبوأ مناصب قيادة في تركيا.
وحصد الفيديو الأخير الذي يحمل اسم “القنبلة” لرجل المافيا في تركيا 5 ملايين مشاهدة في الساعات الثلاث الأولى من نشره على حساب بيكير الرسمي بموقع يوتيوب فقط (عدا عن حساباته في منصات التواصل الاجتماعي) تابعه الأتراك باهتمام كبير رغم كون الأحد يوم عطلة رسمية في البلاد، كما بات حديث الساعة ومحور اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
ورغم تلويحه بفضح المعلومات الخاصة لديه بسوريا، إلا أنه لم يأتِ على ذكر سوريا في أي من المقاطع اللاحقة، واكتفى بالإشارة إلى اللاذقية ضمن الموانئ المستهدفة من قبل شبكة تجارة المخدرات التركية مع أميركا اللاتينية، وذلك بسبب حساسية الملف الذي قد يقطع شعرة معاوية بينه وبين الرئيس التركي كونه من أكثر الملفات خطورة لجهة إدانة أردوغان بعلاقته مع “جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)”, وفقاً لصحيفة “النهار العربي” اللبنانية.
واعترف بيكير بقيامه بإرسال شاحنات من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية من بدلات ولاسلكيات ودروع واقية إلى سوريا “لمساعدة أشقائنا التركمان” تحت مسمى “قافلة مساعدات سيدات بيكير” بالتنسيق مع برلماني تركي والمخابرات التركية “MIT”، لكنه تفاجئ، حسب زعمه، بانضمام شاحنات أخرى إلى قوافله قيل أنها تحمل مساعدات اضافية إلى التركمان في مناطق سورية مختلفة، وأن هذه القوافل “المضافة لم تكن تسيّر من قبل الجيش أو المخابرات التركية وإنما من قبل شركة سادات، وهي شركة مرتزقة تركية أسسها ويرأسها مستشار الرئيس التركي السابق للشؤون الأمنية والعسكرية عدنان تانري فيردي، صاحب شعار الأمة الإسلامية الواحدة التي تقودها تركيا”.
واتهم بيكير في الفيديو شركة سادات بالقيام بإرسال مساعدات إلى “جبهة النصرة” مشيراً إلى أنه “اكتشف ذلك بالصدفة حينما قام بإرسال عدد كبير من سيارات الدفع الرباعي للتركمان في سوريا ليكتشف لاحقاً من خلال مقاطع فيديو قام عدد من المقاتلين التركمان بتسجيلها وإرسالها له كتعبير عن الشكر, وأن جبهة النصرة حصلت أيضاً على مساعدات باسمه، حيث قام عدد من عناصرها بتسجيل فيديوهات شكر له أيضاً”.
وأنهى بيكير اتهاماته قائلاً “أقسم لكم أنني لم أقم بإرسالها، وإنما جماعة سادات قاموا بذلك” مخاطباً إياهم بالقول “حاولتم تصغيري أليس كذلك؟ سأحبسكم في علبة عود ثقاب”.
واعتبر بيكير أن اعترافاته لن تلحق الأذى بالدولة التركية التي “قد تتعرض لعقوبات مالية بسبب عدم قيامها بمنع العملية (نقل الأسلحة والمعدات لجبهة النصرة)”.
وكانت صحيفة “جمهوريت” المعارضة قد كشفت في عام 2014 عملية مداهمة قامت بها الجندرما التركية لشاحنات عائدة لجهاز المخابرات تحمل أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية إلى سوريا بشكل سري، في فضيحة بيّنت حجم الصدام بين جناحي أردوغان والداعية فتح الله غولن داخل تركيا، وأجبرت رئيس الوزراء في حينه رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته احمد داوود أوغلو على الاعتراف بإرسال الأسلحة، ولكن “لمساعدة تركمان سوريا” حسب أقوالهما، في حين لا يزال القضاء التركي ينظر في الدعوى التي رفعها أردوغان شخصياً ضد رئيس تحرير الصحيفة وعدد من محرريها بتهمة “الخيانة وإفشاء أسرار محرجة بحق الدولة”، إضافة إلى نائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض لقيامه “باعادة نشر تغريدة الخبر”.
كما اتّهم بيكير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, بشكل غير مباشر بإدارة تجارة غير شرعية من خلال عدد من الأشخاص في الشمال السوري الذي يشهد “تجارة بملايين الدولارات من خلال النفط الخام والشاي والسكر والألمنيوم والنحاس (المعادن) والسيارات المستعملة”، قائلاً إن “الدولة تدفع مبالغ من أجل النضال في سوريا من جيوب المواطنين، ويقتل أبناء البلد هناك”، مقابل مكاسب مالية يحققها رجالات محسوبون على الرئيس التركي.
وأضاف بيكير: “التجارة في تركيا تتم حصراً عن طريق رئيس الأعمال الإدارية في الرئاسة التركية، متين كيراتلي، الذي يقوم بدوره بتوجيه التجار إلى كل من مراد سنجاق ورمضان أوزتورك، شركاء المسؤول الاقتصادي لجبهة النصرة أبو عبد الرحمن، ويستخدم أحياناً اسم أبو شيماء”.
وأوضحت صحيفة “النهار العربي” نقلاً عن مصادر تركية إن مراد سنجاق هو ابن خال رجل الأعمال التركي وصديق أردوغان من أيام الطفولة أدهم سنجاق، وهو عضو مجلس إدارة في شركة “BMC” لصناعة السيارات والشاحنات في تركيا، اضافة إلى رئاسته لنادي رياضي. أما رمضان أوزتورك فهو نجل عضو مجلس إدراة آخر في الشركة نفسها ويدعى طالب أوزتورك، والذي يعتبر من أكبر تجّار الشاي في تركيا ويعرف بقربه من الرئيس التركي حيث لازمه منذ طفولته أيضاً.
يشار إلى أن شركة “BMC” التي تملك قطر 25% من حصتها، هي أحد شركاء معمل تصنيع الدبابات والآليات العسكرية التركية في مدينة ازمير التي اشترتها الدوحة مؤخراً بعدما تم نقل ملكيتها من وزارة الدفاع التركية بمرسوم جمهوري أقر خصخصتها.