أعتبر الكاتب والمحلل السياسي، إيلي يوسف، أن حرمان “نظام الأسد” من موارده المالية وخصوصا من تجارة النفط التي يتولاها رجاله مع إيران سيزيد من عوامل الضغط عليه، لكنها لن تكون كافية إلا إذا تم النظر إليها من زاوية الصراع المفتوح الآن مع القوى الأخرى التي تنشط سواء على الساحة السورية أو في المنطقة.
وقال يوسف لموقع تموز نت “قرار الإدارة الأميركية فرض عقوبات جديدة على كيانات وإفراد تدعم نظام الأسد يأتي في سياق تصعيد حملة الضغط المكثفة التي تفرضها على إيران”.
وأوضح يوسف أنها “جزء من سياسات واشنطن لإنهاء التدخل الإيراني في شؤون سوريا والمنطقة بشكل عام، ورهانها على أن تلك العقوبات من شأنها ليس فقط إضعاف إيران بل وكل أدواتها، ومن بينها نظام الأسد وحزب الله والميليشيات التابعة لها والتي تنشط في كل أرجاء المنطقة، بحسب تصريحات المبعوث الأميركي الخاص جيمس جيفري الأمس”.
وأعلنت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، عن فرض عقوبات على 16 فردا وكيانا على علاقة بسوريا، وشملت العقوبات الأمريكية 3 أشخاص و13 كيانا مسجلا في اللاذقية ودمشق ودبي وبيروت وحمص من بينهم رجل الأعمال السوري سامر الفوز، لدعمهم الحكومة السورية واستيراد النفط الإيراني.
وذكر يوسف أن “سياسة أقصى الضغط بدأت تؤتي ثمارها من خلال ما نراه من تخبط إيراني اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وحتى عسكرياً بعدما فشلت كل مناورات طهران في إثارة المخاوف من احتمال حصول عمل عسكري، بسبب التحذيرات الحاسمة التي تلقتها من واشنطن التي أرسلت قوة كبيرة إلى المنطقة”.
ورأى يوسف أن “الحكومة السورية غير قادرة على احتواء هذا الضغط الاقتصادي والالتفاف عليه بعد الذي شاهدناه ونشاهده يوميا من أزمات اجتماعية تطال الطاقة والغذاء وكل شيء في المناطق التي يسيطر عليها النظام”.
وأشار “أن اجتماع مسؤولي الأمن القومي لكل من روسيا وأميركا وإسرائيل الذي سيعقد نهاية هذا الشهر سيكون حاسماً لناحية تحديد مستقبل الوضع في سوريا وبالتالي مستقبل النظام والعملية السياسية برمتها في هذا البلد” وتابع يوسف “وهو ما يشير إلى أن احتمالات تخلي روسيا عن دعم إيران في سوريا سيفتح الطريق على مقاربة جديدة، قد تطلق العملية السياسية برعاة الأمم المتحدة بعدما فشلت مسارات سوتشي وأستانا”.
تموز نت