وصفت رواية “البحث عن الزمن المفقود ” للأديب الفرنسي مارسيل بروست,بأنها أطول رواية في التاريخ، فقد ضمت 7 أجزاء في 4300 صفحه تحتوي على مليون ونصف المليون كلمة، كما اعتبرت الرواية واحدة من أفضل 100 عمل أدبي على مر العصور.
آراء حول الرواية:
وصف جراهام جرين, مؤلف الرواية مارسيل بروست بأنه “أعظم مؤلف في القرن العشرين”.
أما الكاتب سومرست موم فقد وصف الرواية بأنها “أعظم عمل خيالي” رغم أن بروست مات دون أن يتمكن من إنجاز النسخة النهائية من الرواية وتركها على شكل مسودات راجعها أخوه روبرت ونشرها بعد وفاته.
عن الرواية:
الجزء الأول من الرواية عنونت باسم : “إلى سوان”، وسوان هو شخص يهودي، عاش في المجتمع الفرنسي، ويتذكره مارسيل بروست في هذا الجزء من الرواية، التي كان مقررًا لها النشر عام 1913، غير أن رفض العديد من الناشرين لها حال دون ذلك، وبعد أن قدمت الرواية إلى الأديب الفرنسي أندريه جيد لمراجعتها، كتب إلى بروست قائلًا: “كل الذين رفضوا نشر هذه الرواية ملزمون بتقديم الاعتذار عن الخطأ الذي وقعوا فيه، وتقديم التهاني إلى بروست، فلعدة أيام كنت لا أستطيع وضع الكتاب من يدي”، عند ذلك عرضت دار جاليمار على بروست نشر الرواية، لكنه رفض مفضلًا البقاء مع الناشر “جراسيه”.
الجزء الثاني من الرواية يحمل عنوان “فتيات في ظل زهرة”، وكان مقررًا له النشر عام 1914، غير أن وقوع الحرب العالمية الأولى، واستدعاء الناشر جراسيه للخدمة العسكرية، أدى إلى إقفال دار النشر، وتأجيل نشر حتى عام 1919، إذ حصل على جائزة جونكور في هذا العام.
الجزء الثالث عنوانه “إلى جيرمونت”، نشر عام 1921، وهو يتحدث عن الحرب والخدمة العسكرية، والجزء الرابع يحمل عنوان “سدوم وعمورة”، دفع بروست هذا الجزء إلى النشر عام 1921، مع توصية إلى الناشر بمراجعته والتريث في نشره حتى يتم بروست كتابة الجزء الأخير منه.
وجاء الجزء الخامس بعنوان “السجين”، ودفع به المؤلف إلى النشر من قبل روبرت شقيق مارسيل بروست عام 1923، أي بعد وفاة بروست، وتظهر فيه شخصية ألبرتين، تلك الشخصية التي ظهرت بشكل هامشي في الجزء الأول من الرواية، لكنها تصبح الشخصية الرئيسية والمحورية، وهو شخص يحمل تحفظات كثيرة على انهيار الطبقة الأرستقراطية الفرنسية، ولا يتوقع خيرًا من صعود الطبقة البرجوازية إلى الحكم.
الجزء السادس عنوانه “الهارب” أو “ألبرتين في أرض الشتات”، وتم دفعه إلى النشر عام 1925، في الترجمة العربية ظل هذا الجزء غير مترجم بسبب ما يتحدث به عن اليهود، هذا الجزء تم نشره دون أن يضع مارسيل بروست اللمسات النهائية عليه، إذ مر على وفاته 3 أعوام، واعتمد أخوه على مسودات عديدة لتجميع الشكل النهائي للرواية، غير أن الناشرين المتعاقبين للرواية عادوا بدورهم إلى تلك المسودات عند كل إعادة طبع، لهذا نجد تباينًا ملحوظًا فيه، “استعادة أزمنة كثيرة” هو عنوان الجزء السابع والأخير، وتم دفعه إلى النشر عام 1927.
مارسيل بروست:
(10 يوليو 1871 – 18 نوفمبر 1922) روائي فرنسي عاش في أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20 في باريس، من أبرز أعماله سلسلة روايات البحث عن الزمن المفقود والتي نشرت بين عامي 1913 و1927، وهي اليوم تعتبر من أشهر الأعمال الأدبية الفرنسية. تستعرض كتاباته تأثير الماضي على الحاضر. كان بروست ناقداً ومترجماً واجتماعياً أيضاً.
تموز نت