أفادت وسائل إعلام أن السلطات التركية أقدمت على اعتقال الضابط السوري المنشق أحمد رحال، وذلك على خلفية مواقفه التي انتقد فيها ممارسات فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا.
وظهر رحال على شاشة محطة (إي إن تي كردستان) التي تبث من كردستان العراق لينتقد الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل تدعمها تركيا، ويصفها بانها “مزارع” و “أن كل قائد فصيل لديه بعض القرى والحواجز وأنها مخصصة للسرقات والنهب”.
شاهد.. أخر مداخلة تليفزيونية للمحلل العسكري أحمد رحال قبل اعتقاله على يد السلطات التركية pic.twitter.com/hHYC7a6Hql
— ا لـ حـ ـد ث (@AlHadath) August 15, 2020
وذكر موقع “الحرة” أن شخصين بملابس مدنية جاءا إلى بيت رحال الأربعاء مساء، وقالا إنهما من الشرطة التركية وأظهرا بطاقة هوية مكتوب عليها “شرطة” واقتاداه من منزله بحجة أنهما يريدان التأكد من أن أوراقه نظامية وقانونية، رغم امتلاك رحال لأوراق قانونية إلا أنهم أصروا على اقتياده.
ولدى السؤال عنه في “الأمنيات” التابعة لوزارة الداخلية التركية والتي من المفترض أنه اقتيد إليها، كان الجواب أنه لا يوجد لديهم أي شخص بهذا الاسم.
وقال موقع “ستيب نيوز” السوري أن العميد الركن رحال عرف بمواقفه المناهضة لاتفاق أستانة الذي تشارك في تركيا حيث يقيم، وأيضاً بمواقفه الحادة من سلوكيات قادة ما يعرف بالجيش الوطني السوري، وانتقاد التوجهات “اللا وطنية” برأيه عند بعضهم، خاصة القيادي المعروف بـ”أبو عمشة”، قائد فصيل سليمان شاه.
يُقال أن هذا الفيديو هو سبب إعتقال العميد أحمد رحال من قبل السلطات التركية في اسطنبول كما روجه نشطاء pic.twitter.com/alZzZQryfS
— شـام بيرقدار (@ShamBerkdar) August 14, 2020
من جانبه أكد أستاذ القانون الدولي والمعارض السوري، الدكتور محمد الشاكر، لموقع “الغد” أن تركيا تتعامل مع المعارضة السورية من منطلق الأمن التركي، وليس لتحقيق تطلعات السوريين.
وقال الشاكر، إن تركيا لا تقبل إلا بتبعية المعارضة السورية لها، وأن تنفذ أجندة أنقرة وخدمة مصالحها وليس خدمة سوريا.
وعن أزمة اعتقال تركيا للمعارض السوري العميد أحمد رحال، قال إن رحال يقطن منذ سنوات في تركيا ويدرك تفاصيل تعامل أنقرة مع الأزمة السورية.
وأضاف أن رحال لم يهاجم تركيا بشكل مباشر، لكنه طالبها بإعادة هيكلة المعارضة السورية ومنع الانتهاكات بحق السوريين وحالة الفوضى والتفجيرات.
وأوضح أن رحال ذكر بالاسم والأمثلة حوادث اغتصاب قامت بها عناصر الفصائل السورية ضد السوريات وهو ما دفع أنقرة إلى اعتقاله.
وأكمل أن تركيا رفعت شعارات شعبوية خدعت الكثير من السوريين لذلك ذهب الكثير إلى أنقرة في بداية الأزمة السورية.
وأوضح أن تركيا ترغب أن يظل شمال سوريا يعاني من الجهل والمرض حتى تظل سيطرتها على تلك المنطقة.
وشدد على أن تركيا لا تقبل إلا مكون واحد تدعمه وهم الإخوان المسلمين وتستخدم المعارضة السورية كورقة لتحقيق المكاسب.
والعميد الركن أحمد رحال ضابط سابق في القوات البحرية السورية، ومدرس في الأكاديمية العليا للعلوم العسكرية السورية، انشق عن القوات الحكومية السورية في الشهر العاشر من سنة 2012، وانخرط في العمل العسكري عند انشقاقه، ثم ما لبث أن تحول إلى العمل الاعلامي ليكون أحد أبرز المحللين العسكريين السوريين.