ذكر معهد واشنطن في تقرير له أنه في الآونة الأخيرة وفي الأشهر الماضية، اتّخذت القوات الإيرانية والروسية في شرق سوريا خطواتٍ تدلّ على التنافس بينهما أكثر من أي رغبة في مواجهة القوات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة.
وبحسب تقرير معهد واشنطن فقد تشكلت منطقتا نفوذ في الجانب الغربي من نهر الفرات هما: الجزء الشمالي من محافظة دير الزور الذي تُديره عناصر من جيش بشار الأسد – “الفرقة الرابعة” و “الفيلق الخامس” الذي تسيطر عليه روسيا – بينما تهيمن القوات الإيرانية ووكلاؤها من الميليشيات الشيعية على المنطقتين الجنوبيتين، الميادين والبوكمال.
وإذا سحبت الولايات المتحدة المزيد من جنودها من شرق سوريا، فقد يتحوّل هذا التنافس بين إيران وروسيا إلى مواجهات مسلّحة وسباق لاحتكار “غنائم الحرب” في الجهة المقابلة من النهر – على الرغم من أنه من غير المرجح أن يؤثر ذلك على مصلحتهما المشتركة في الحفاظ على “نظام الأسد” سليماً، بحسب وصف التقرير.
ووفقاً للتقرير “ينبع اهتمام إيران الشديد في منطقة دير الزور من رغبتها في ربط الأنشطة والشبكات التي تمتد من العراق إلى مدينة البوكمال الواقعة على الحدود في سوريا وغرباً باتجاه لبنان. وللمساعدة في تمويل عملياتها في سوريا، تقوم إيران بتهريب الأسلحة والمخدّرات والتبغ على جانبي الحدود العراقية”.
وسعت إيران أيضاً إلى كسب تأييد زعماء العشائر والمجتمعات في المناطق الواقعة على الجانب الشرقي من النهر التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. وتسارعت هذه الجهود بعد اغتيال وجهاء العشائر، لا سيما بعد مقتل الشيخ مطشر الهفل ورفيقه من قبيلة العكيدات في مطلع آب/أغسطس، الأمر الذي أثار مظاهرات ضد قوات سوريا الديمقراطية.
ولفت التقرير أن روسيا لم تُقاوم بصورة تامة نموّ القوة الإيرانية في دير الزور، ربما لتأجيل الصراعات الداخلية في محورها مع دمشق وطهران. ومع ذلك، هناك علامات على مواجهة محتملة تلوح في الأفق.
ويمكن أن تتحوّل هذه التوترات إلى نزاعٍ ناشطٍ في المستقبل – وربما قد تحوّلت بالفعل. فوفقاً لبعض الناشطين المحلّيّين وزعماء العشائر، اتّهمت إيران روسيا بقصف مقرّها العسكري ومواقعها في البوكمال. وفي غضون ذلك، تعرّضت مواقع روسية وإيرانية في دير الزور لعدة هجمات لم يتبنّاها أحد، مما خلق حالة من عدم الثقة بين الجانبين.