رأى طارق زياد وهبي، الباحث في العلاقات الدولية أن هناك تخوف أوربي من فتح تركيا الباب أمام اللاجئين والضغط من خلالهم على الاتحاد الأوربي.
اللاجئين السوريين أصبحوا ورقة ضغط
وأضاف وهبي في حديث خاص لـ تمو زنت, أن “السياسة الاردوغانية تعيد من جديد إنتاج نفسها تحت شعار حماية مصالح تركيا الأمنية والاقتصادية، والخوف في ذروته أن يسمح الرئيس التركي لعصابات التهريب بفتح باب اللجوء إلى اوروبا وهذا كالعادة مناورة وضغط على دولة كالسويد التي تحت ضغط مواطنيها لم تعد تحتمل موجة جديدة من اللاجئين السورين والذين اصبحوا ورقة ضغط وللأسف إنسانية”.
اردوغان يريد أن يُسمع, ولا يسمع
وتابع وهبي إن “ما يهم الاتحاد الاوروبي هو كيف نحاور اردوغان وهو لا يسمع, وبالعكس يريد فقط أن يُسمع. التصعيد في كل الجبهات وتركيا كالمريض النفسي والمصاب بانفصام الشخصية, فهي تتحجج وتتكل على المانيا اولاً لكي تخفف من نتائج تصرفاتها المؤثرة في الجيوسياسة الحالية، كما أن التدخل الامريكي مرحب به أيضاً, ولكن الأتراك يلعبون في الوقت الفارغ حتى الانتخابات الأمريكية والاستفادة من كل التناقضات السياسية بين الأوروبيين وحتى بين القطبين الأمريكي والروسي. تركيا تتحدى الجميع وفق أجندة قد تطيح ببعض القادة الأوروبيين في الانتخابات الوطنية القادمة في الدول الأوروبية”.
الحكومة السورية غير موجودة بالمفهوم السيادي
واعتبر طارق وهبي، الباحث في العلاقات الدولية ,أن الحكومة السورية “غير موجودة بالمفهوم السيادي, وبالتحديد في المناطق التي تسيطر عليها قوات اجنبية: فرنسية وامريكية وتركية، وتركيا لم تقل يوماً إنها لا تعترف بالحكومة السورية؛ بل استعملت اتفاقات سابقة تسمح لها بالتوغل لصد عدوان تصفه بالإرهابي من قبل فصائل تركية من أصول كردية”.
وأشار وهبي إلى أن الحكومة السورية “لن تطلب من تركيا الخروج, لأنه في هذه الحالة عليها أن تطلب خروج كل القوى الأجنبية وأولها الإيرانية. لذلك هذا مراوغة لأن تركيا تضبط وبنسبة معينة بعض الفصائل المعارضة للنظام السوري والتي تصنّف بالإسلامية. والتنسيق مستمر بين المخابرات من كل الأطراف لعدم تكرار أي خرق أمني في الأقاليم التي لا تخضع لسلطة الحكومة السورية”.
ورقة اللاجئين بدأت تفقد نورها
وعن موقف وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي, وهل يمكن اعتباره بمثابة إنذار لتركيا, قال وهبي: “الوزيرة السويدية تعتمد السياسة المعلنة للاتحاد الأوروبي, وهي الحزم بخصوص احترام القانون الدولي والعمل على المساعدة لاحتواء اللاجئين السورين خصوصاً أن الاتحاد الاوروبي بدأ يشك بكيفية استعمال المساعدات المالية الخاصة باللاجئين”.
وفي ختام حديثه قال طارق وهبي، الباحث في العلاقات الدولية, أن “ورقة اللاجئين بدأت تفقد من نورها خصوصاً إن الاتحاد الأوروبي ضاق صبره بالطريقة الابتزازية التي تمارسها تركيا، ولكن أيضاً في الداخل الأوروبي أصبح اللاجئون يشكلون إشكالية سياسية انتخابية للأحزاب الأوروبية التي تخشى من صعود الأحزاب المتطرفة؛ إما ضد قدومهم أو بفتح الحدود على مصرعيها. ازمة الكورونا تكبح كل الإمكانات في هذه الحالة, والموضوع ليس فقط من الحدود التركية, ولكن تركيا فتحت باباً كبيراً عبر الهروب من شمال لبنان او حتى من المناطق الليبية التي تسيطر عليها القوات المرتزقة التي قدمت بها إلى هناك”.