اعتبر الخبير الاقتصادي السوري, مرشد النايف, أن السبب وراء تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار, هو وقوف الليرة السورية وحيدة دون أي قدرة على إحراز تحسن في سعر صرفها أمام العملات الأجنبية بسبب توقف عجلة الاقتصاد الوطني عن الانتاج, وتوقف الصادرات السورية المرتبطة أصلا بتوقف عجلة الانتاج.
وسرد النايف, في حديث خاص لـ تموز نت, أسباب هبوط قيمة الليرة السورية, حيث أكد أن من الأسباب الرئيسية لهبوط الليرة ” هو توجيه نظام الأسد الكتلة الدولارية الكبرى لتمويل آلة قتل السوريين, بالإضافة إلى توقف الاستثمارات الأجنبية في سوريا”.
الاقتصادي السوري تحول إلى اقتصاد حرب
وأضاف النايف أن “مؤشر الانخفاض والتراجعات ستبقى نشطة خلال الفترة المقبلة لأنه لم يتغير شيء في البنية والتركيبة الاقتصادية الحالية. بمعنى أن الانتاج متوقف والاقتصادي السوري تحول إلى اقتصاد حرب, وهناك أمراء حرب, وفاعلين اقتصاديين كثر يتحكمون بالاقتصاد. وبالتالي ليس هناك أي بوادر لتحقيق انتعاش في سعر صرف الليرة السورية”.
ليس لدى النظام موارد كافية لوقف هذا النزيف الاقتصادي
وأشار النايف, إلى أنه لم يعد “بمقدور النظام السوري تمويل أي برامج من شأنها تخفيف أعباء المعيشة عن السوريين, وإن وجدت هذه الموارد فأنه يحولها إلى تعزيز آلة قتل السوريين, وإلى ما يخدم أجنداته في الداخل السوري وفي الخارج. باختصار ليس لدى النظام موارد كافية لوقف هذا النزيف الاقتصادي”.
إيران تعاني من الانهاك الاقتصادي
واستبعد النايف, أن تستطيع إيران إحداث فرق في الاقتصاد من خلال تنفيذ اتفاقية المقايضة مع الحكومة السورية بداية الشهر القادم, قائلا: أن “إيران تعاني من الانهاك الاقتصادي لدرجة يستحيل معها مد يد العون إلى نظام الأسد. والخط الائتماني الشهير الذي تحدث عنه الجميع في العام 2018 ولم يجدد, والشيء الآخر أن أمدادات نظام الملالي للأسد تنحصر في بواخر النفط. أتوقع أنه تصل شهريا باخرة إيرانية إلى قبالة الشواطئ السورية وتحمل مليون برميل”.
العقوبات تلعب دورا مؤثرا على بقاء الاقتصاد السوري ضمن حالة الاستعصاء السياسي
وفي ختام حديثه أكد الخبير الاقتصادي السوري, مرشد النايف, أن “العقوبات تلعب دورا مؤثرا على بقاء الاقتصاد السوري ضمن حالة الاستعصاء السياسي التي تعيشها القضية السورية”. مشيرا إلى أن “ثورة تشرين الأول في لبنان ضغطت بهذا الاتجاه أيضا, بالإضافة إلى تقييد عمليات السحب من المصارف اللبنانية التي أثرت على تآكل الوضاع الاقتصادية في الداخل السوري, ويضاف إلى كل ذلك أن الأمريكيين ومن مخلفهم الأوربيين يربطون أي مساعدات أو عمليات إعادة الأعمار بحل سياسي ومستدام وفق القرار 2254”.
وتواصل الليرة السورية تراجعها أما الدولار حيث بلغ اليوم الأربعاء سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية (شراء 2760, مبيع 2730 ليرة). بينما بلغ غرام الذهب عيار (18): 124,666 ليرة. وغرام الذهب عيار (21): 145,357 ليرة. وأونصة الذهب 1874.22 دولار, وأونصة الفضة 24.41 دولار, وفقا لموقع الليرة اليوم.
وتشهد الأسوق في مناطق الحكومة السورية والمعارضة والإدارة الذاتية ارتفاعا ملحوظا في أسعار المواد التموينية والغذائية الرئيسية, وسط استياء شعبي وحالة عجز لدى المسؤولين على ضبط الأسعار في الأسواق. بينما يرجع التجار سبب ارتفاع الأسعار لتقلب سعر صرف الليرة مقابل الدولار ومواصلة هبوطها أمامه.