نال الروائي السوداني عبدالعزيز بركة ساكن عن روايته الأخيرة “الجنقو – مسامير الأرض” جائزة الأدب العربي 2020بباريس.
والجائزة يمنحها معهد العالم العربي بباريس، كما وحصلت الرواية على جائزة “الترجمة الكُبرى” عن طبعتها الفرنسية، لتضيء تجربة روائية عربية متفردة شكلا ومضمونا تواجه قمعا متصلا سابقا ولاحقا من جماعة الإخوان المسلمين بالسودان وبعض الدول العربية.
تتحدث هذه الرواية عن الإنسان، بفقره وضعفه وآلامه، بأخطائه وخطاياه، تتحدث عن العمال الموسميين «الجَنْقُو» الذين تركوا قراهم الفقيرة بحثًا عن لقمة العيش وأملًا في العودة بثروة صغيرة تغير حياتهم، وفي سبيل ذلك يقبلون أن تطحنهم تروس الحياة الخشنة مرات ومرات، في مزارع السكر وحقول السمسم والمصانع ذات الآلات الرثَّة، فتتغير أعمالهم وأسماؤهم خلال شهور السنة؛ فهم «الجنقو» و«الفَحامين» و«كَاتَاكو» دون أن يغيب عنهم الشقاء لحظة، فلا يجدون مهربًا إلا قرية «الحلة» حيث تُغرَق الآمال والهموم في أقداح الخمور الرخيصة وأدخنة الحشيش السيئ التي يتشاركونها في الليالي الطويلة مع نساء بائسات يعرضن أجسادهن لقاء قروش قليلة، وبدلًا من أن يعود «الجنقو» مرة أخرى لأهليهم بعد شهور العمل الشاق يقررون أن يبقوا في الحلة، فمالهم تبدَّد وكذلك شطر كبير من العمر.
وحول عنوان الرواية “الجنقو مسامير الأرض” باعتباره مقولة مجهولة، واتخاذ عناوين داخل الرواية من بينها أسماء شخصيات، أوضح عبدالعزيز بركة ساكن “الجنقو مسامير الأرض مقولة يطلقها الجنقو على أنفسهم حيث يظنون أنهم مسامير الأرض التي تمنعها من السقوط، لولاهم لسقطت في مكان ما مجهول. والمعنى الحرفي لذلك أنهم الذين ينتجون الخبز والطعام للآخرين”.
يذكر أن عبدالعزيز بركة ساكن من مواليد مدينة كسلا بشرق السودان عام1963م ، نشأ وترعرع في مدينة كسلا وذكر البعض في مدينة خشم القربة بالقرب من مدينة القضارف ، تفرد من بني أجياله في حسه الراقي جدا في كتابة الروايات والتي يظنها البعض أنها خادشة للحياء لما فيها من مواقف جنسية لذا تمت مصادرتها جميعها حسب ما اصدرهُ المجلس الإتحادي للمصنفات الأدبية والفنية في الخرطوم هُ العديد من المؤلفات كـ ثلاثية البلاد الكبيرة و على هامش الأرصفة (مجموعة قصصية) و إمرأة من كمبو كديس (مجموعة قصصية) ، والعديد من الروايات كـ رواية رماد الماء و رواية زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة و رواية العاشق البدوي ورواية شهيرة بعنوان مُخَيَّلةْ الخَنَدَريِسْ. عمل عبد العزيز بركة كاتباً في كثير من الدوريات والمجلات والجرائد المحلية والعربية والعالمية مثل مجلة العربي ، مجلة الناقد اللندنية، مجلة نزوي، مجلة الدراسات الفلسطينية الصادرة في باريس باللغة الفرنسية، مجلة الدوحة القطرية، مجلة بانبال الصادرة باللغة الإنجليزية بلندن، جريدة الدستور اللندنية، مجلة حريات وغيرها، كما أنه عضو في نادي القصة السوداني و عضو في اتحاد الكتاب السودانيين ، وشارك في بعض الفعاليات العربية والعالمية كـ مهرجان الجنادرية بالمملكة العربية السعودية، ومهرجان القصة القصيرة الثاني بعَمَّان، وورشة كتاب تحت الحرب ببروكسل، وفعالية الفنون بوابة للسياسة في فيينا- النمسا وفيها قرر المعهد العالي الفني بمدينة سالفدن سالسبورج النمسا بتدريس روايتهُ (مخيلة الخندريس) للطلاب والطالبات، هذا وقد ترجمت الدكتورة إشراقة مصطفى الرواية للغة الألمانية وقام بنشرها المركز الأفريقي الآسيوي بفيينا عام 2011 ، وحصل على جائزة الطيب صالح للرواية على رواية الجنقو مسامير الأرض عام 2009م
وخلال تجربته استطاع الروائي أن يجعل من الهم الإنساني الخاص والمحلي للمواطن السوداني هما إنسانيا عاما عالميا، حيث يغوص في أحشاء المهمش والمسكوت عنه بجرأة لا تعترف بآليات القمع التي تفرضها التابوهات السياسية والدينية والاجتماعية، لينسج بأسلوب سردي عالما لا تنفك أحداثه وشخصياته وعوالمه وما تولده من دلالات تشتبك مع القارئ محرضة على الوعي والبحث والمواجهة.
تموز نت