لازالت المواجهات التي بدأت ليل أمس مستمرة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها, وقوات سوريا الديمقراطية في القرى المحيطة ببلدة عين عيسى.
واستخدمت وفقا لمسؤول المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب, مرفان روج افا, القوات التركية أسلحة ثقيلة لأول مرة في هجومها, مؤكدا تصدي قواتهم وتكبيد القوات المهاجمة خسائر بشرية وفي العتاد. كما تحدثت وكالة هاوار الكردية عن مواجهات واسعة في ريف ناحية عين عيسى، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة والطائرات الحربية للجيش التركي.
وأضافت الوكالة الكردية أن المواجهات “تتركز في قرية مشيرفة مع محاولات لجيش الاحتلال ومرتزقته للسيطرة على القرية الواقعة على بعد 2كم فقط شرق مركز ناحية عين عيسى”, مؤكدة مقتل عدد “كبير” من الجنود الأتراك وعناصر الفصائل الموالية لها خلال الاشتباكات.
ومن جانبها حملت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، أمينة عمر, روسيا مسؤولية ما تتعرض له بلدة عين عيسى، قائلة: “روسيا تحاول الضغط على قوات سوريا الديمقراطية، لتسليم الناحية إلى قوات حكومة دمشق”.
وأوضحت عمر أن روسيا مسؤولة عما يجري في عين عيسى الآن، “كونها مسؤولة عن حماية منطقة عين عيسى من الهجمات التركية”.
وأشارت عمر إلى أن القوات التركية تهدف ” لاحتلال المزيد من أراضي مناطق شمال وشرق سوريا… كما تهدف لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وقطع الطريق بين مناطق شمال وشرق سوريا، نظراً لأهميتها الاستراتيجية ووقوعها على طريق M4″.
وفي ذات السياق أعلنت صفحات المعارضة أن الجيش الوطني المدعوم من أنقرة “شن هجوم واسع على مواقع قوات سوريا الديمقراطية في عين عيسى”, مضيفة أن الاشتباكات لازالت مستمرة عند مدخل بلدة عين عيسى وقرية صيدا.
بينما أشار المرصد السوري إلى أن قوات سوريا الديمقراطية عمدت صباح اليوم الجمعة إلى استقدام تعزيزات عسكرية إلى مواقعها في منطقة عين عيسى، بالتزامن مع المعارك العنيفة المتواصلة على محوري جهبل ومشيرفة شرق عين عيسى، بين قسد من جانب، والفصائل الموالية لأنقرة من جانب آخر، وسط تحليق لطيران استطلاع تركي في أجواء المنطقة.
وأوضح المرصد السوري أن “هجوماً عنيفاً تنفذه الفصائل الموالية لأنقرة بإسناد مكثف من قبل المدفعية التركية، على قريتي جهبل ومشيرفة الواقعتين بريف عين عيسى الشرقي، شمالي الرقة، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية منذ ما بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة وحتى اللحظة، تترافق مع قصف مكثف جداً، وسط معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية، فيما لم تتمكن الفصائل حتى اللحظة من السيطرة على أي من القريتين، وتأتي الاشتباكات هذه على مرأى من القوات الروسية المكتفية بالصمت، على صعيد متصل انفجر لغم ضمن منزل مفخخ في قرية جهبل، يتواجد فيه اثنين من عائلة واحدة، حيث لايزال مصيرهما مجهول حتى اللحظة”.
وكان المرصد السوري أكد يوم أمس، أن القوات التركية والفصائل الموالية لها استقدام تعزيزات عسكرية إلى قرى أبو خرزة وسلوم ورمانة المقابلة لقريتي الهوشان والخالدية المحاذية للطريق الدولي “أم4” حلب-الحسكة, شرقي عين عيسى شمالي الرقة.
يشار الى ان الجيش التركي والفصائل الموالية له اجتاحوا في 9 اكتوبر/ تشرين الاول 2019, مدينتي تل ابيض وراس العين والمناطق المحيطة بهما بمسافة تقدر بأكثر من 130كم على طول الحدود السورية التركية, وبعمق يصل الى 30 كم, ولاقت العملية العسكرية التركية “نبع السلام” اعتراضات على المستوى العربي والعالمي.