أفات وكالة رويترز أن القوات التركية أخلت سبعة مواقع مراقبة عسكرية في شمال غرب سوريا وسحبت قواتها من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية إلى المناطق التي يسيطر عليها مسلحون ومقاتلون مدعومون من أنقرة.
وأضافت رويترز نقلا عن مصدر تركي لم تسمه, أن آخر عمليات الإجلاء اكتملت مساء الخميس، وإن القوات أعيد نشرها داخل الأراضي التي تسيطر عليها القوات المدعومة من أنقرة بموجب تفاهم تم التوصل إليه مع روسيا.
وقال المصدر “الأمر ليس في شكل سحب للقوات أو تقليص أعدادها. الوضع يتعلق فقط بتغيير الموقع”.
وكان الباحث في مركز “جسور للدراسات”، وائل علوان, قال في حديث لموقع قناة الحرة, في الـ 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الفائت, أن “النقاط المذكورة موضوعة على طاولة المفاوضات، بحيث تستطيع تركيا بتقديم هذه الورقة أن تضمن استمرار اتفاق موسكو الموقع في مارس 2020، بحيث لا يكون هناك أي إخلال في منطقة جبل الزاوية في الريف الجنوبي”.
ويرى علوان أن نقاط المراقبة الـ 14 التي يجري سحبها الآن هي “محل تفاوض” وتعتبر “أوراق على طاولة المفاوضات الروسية- التركية”، مشيرا إلى أن الجانب التركي لم يقدم على هذه الخطوة دون مقابل.
والمقابل الذي يريده الجانب التركي ربطه علوان, بملف منطقة منبج في ريف حلب الشرقي، وملف مناطق شرق الفرات بالإضافة إلى ملفات خارج حدود سوريا، وتعتبر أنقرة لاعبا أساسيا فيها. يرى أن نقاط المراقبة التركية الـ 14 الواقعة في مناطق سيطرة نظام الأسد هي “محل سحب بشكل كامل وبشكل تدريجي”.
وكانت القوات التركية أرسلت يوم أمس رتلا عسكريا جديدا نحو الأراضي السورية من معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء اسكندرون, شمال إدلب. واتجه الرتل العسكري المؤلف من 30 آلية نحو المواقع التي انشأها في محافظة ادلب, وبذلك يبلغ عدد الاليات التي دخلت محافظة ادلب منذ بدء وقف إطلاق النار في الخامس من الشهر الجاري, 7640 آليات، بالإضافة لآلاف الجنود, وفقا للمرصد السوري.
ووصل عدد الاليات والمعدات العسكرية التي دخلت محافظة إدلب منذ بداية فبراير/شباط الفائت، ولغاية الآن إلى أكثر من 10975 شاحنة وآلية عسكرية, بينما وصل عدد الجنود الأتراك إلى أكثر 15 ألف جندي تركي.
وكان المبعوث الأميركي السابق المعني بالملف السوري, والتحالف الدولي ضد “داعش” جيمس جيفري، قال “متأكد أن النظام السوري لن يعود إلى إدلب بسبب الجيش التركي”, مضيفا ”أن الجيش التركي لديه حوالي 20 ألف جندي، وربما 30 ألفا هناك، ولديهم (الأتراك) القدرة على منع “النظام” من الذهاب إلى إدلب, وفقا لجريدة الشرق الأوسط.
كما أكد جيفري حصول أنقرة على دعم من أميركا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) وأوروبا لوجودها في شمال غربي سوريا.