استبعد المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون، الدكتور إدموند غريب، أن تغيّر العقوبات الأخيرة التي فرضت على ١٨ شخصية وكيانا سوريا مواقف حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف غريب، في حديث خاص لـ تموز نت، إن “العقوبات التي فرضت في الماضي لم تغيير موقف الحكومة السورية؛ خاصة أن من يدفع ثمن هذه العقوبات هم المواطنون السوريون الضعفاء والفقراء والأناس العاديين. وبالتالي لا اعتقد أنها سوف تؤثر كثيرا, ولا توجد أموال كثير لزوجة الرئيس السوري بشار الأسد في الولايات المتحدة الأمريكية أو بعض الأشخاص الآخرين”.
وتابع غريب، إن “العقوبات ستضغط على الحكومة السورية لأن الوضع السوري يعاني الكثير من الصعوبات بسبب العقوبات المفروضة عليه؛ سواء المتعلقة بقطاع الطاقة أو قطع الغيار أو الأدوية والواردات الطبية”، مجددا تأكيده أن هذه الضغوط “لن تغير كثيرا في موقف الحكومة السورية”.
وعن مواقف الإدارة الأمريكية القادمة حيال العالم والمنطقة قال غريب: “إن الإدارة الجديدة ستحاول تفادي الصراع أو الدخول في مواجهات على الرغم من وجود توترات عالية بينها وبين روسيا خاصة أن الديمقراطيين اتخذوا مواقف أكثر تشددا من الجمهوريين تجاه روسيا، بينما تبنى الجمهوريون مواقفهم متشددة حيال الصين”.
وأكد غريب، أن منطقة الشرق الأوسط وسوريا “لن تكون على رأس اهتمامات الإدارة الأمريكية الجديدة، كما كان الوضع في السابق”، مستدركا ” إن هذا لا يعني تجاهل المنطقة، ولكن هناك قضايا أكثر إلحاحا بعضها في الداخل الأمريكي وبعضها في مناطق أخرى من العالم. لذلك هناك بعض الإبهام حول التوجهات الجديدة التي ستتبناها إدارة بايدن”.
وعن الموقف الأمريكي تجاه ما يجري في بلدة عين عيسى وريفها، قال غريب: “إن ما جرى في عين عيسى لم يتم الإشارة إليه لا من قبل المسؤولين الأمريكيين ولا وسائل الإعلام، وهذا يثير الاهتمام من قبلنا”، مضيفا “أن التجاهل من قبل المسؤولين ووسائل الأعلام يمكن أن يكون مرده لانشغالهم بالصراع السياسي في أمريكيا والحملة الانتخابية وتنصيب الرئيس الجديد، واهتمامات أخرى. وبالتالي قد تكون مؤثرة على ما جرى”.
وأوضح المحلل السياسي الدكتور إدموند غريب، أنه رغم المواقف الإيجابية لبايدن تجاه الكرد، “لكن الأجندة والمصالح الأمريكية هي التي سوف تقدر في النهاية الموقف الأمريكي، مع وجود مصالح متناقضة للولايات المتحدة”.
كما اعتبر غريب أن الرئيس المنتخب جو بايدن، يحمل نوايا طيبة تجاه الكرد، وخاصة قيل أنه “أخبر الرئيس الكردي مسعود البرزاني في العام ٢٠١٥، بأنه يأمل أن تكون هناك دولة كردية في حياتنا”، وأضاف غريب متسائلا “لكن إلى أي مدى تعكس هذه العبارات الواقع”.
وكانت وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكية فرضتا في الـ 22 من الشهر الجاري، عقوبات جديدة على 18 شخصية وكيانا مرتبطا بالحكومة السورية منها مصرف سوريا المركزي, وأسماء الأسد عقيلة الرئيس السوري بشار الأسد.
ونشرت الخارجية الأمريكية بياناً باسم الوزير مايك بومبيو قالت فيه إن “أسماء الأسد قادت الجهود لصالح النظام لترسيخ سلطته الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك من خلال استخدام ما يسمى بالمنظمات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني”.
وفرضت الخارجية الأمريكية عقوبات على العديد من الأفراد المباشرين لعائلة أسماء الأسد، بما في ذلك فواز الأخرس وسحر عطري الأخرس وكذلك فراس الأخرس وإياد الأخرس وفقا للبند 2 (أ) (ثانيا) من الأمر التنفيذي رقم 13894.
وقالت الخارجية في بيانها “إن ثرواتهم غير المشروعة تراكمت على حساب الشعب السوري من خلال سيطرتهم على شبكة مكثفة وغير مشروعة مع ارتباطات بأوروبا والخليج وأماكن أخرى. يستمر الشعب السوري في تلك الأثناء في الانتظار بطوابير طويلة للحصول على الخبز وكذلك الوقود والدواء، حيث اختار نظام الأسد قطع الدعم عن هذه التجهيزات الأساسية التي يحتاجها السوريون”.
ولفتت الوزارة إلى أن الولايات المتحدة، ومع احتفالنا بالذكرى السنوية الأولى لتوقيع ترامب على قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا سنة 2019 ليصبح قانونيا، ستواصل الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وداعميه لمنعهم من حشد الموارد لإدامة “فظائعهم” بحسب وصفها.
كما أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية قائد شعبة الاستخبارات العسكرية السورية اللواء كفاح ملحم في قائمة العقوبات.