أوقف الجيش اللبناني أحد المتورطين بإحراق مخيم للاجئين السوريين في المنية بشمال لبنان والذي تسبب بتشريد المئات من اللاجئين بعد التهام النار لخيمهم.
ونقلت قناة “الجديد” اللبنانية عن مصدر أمني قوله أن “الإشكال الذي سبق الحريق في مخيم النازحين السوريين بحنين المنية وقع بعد أن حضر أشخاص من عائلة لبنانية إلى المخيّم لشراء بعض الحاجيات من محل تابع لعائلة سورية، وقد كان المحل مقفلا، فحاول هؤلاء الأشخاص إجبار أصحابه على فتحه، إلا أنّهم رفضوا”.
وتابعت قناة الجديد اللبنانية, “ولدى مغادرتهم، وجّه هؤلاء الأشخاص ألفاظا نابية إلى فتاة من العائلة السورية المذكورة، ما أدّى إلى وقوع الإشكال، حيث أقدم الأشخاص من العائلة اللبنانية على إحراق خيمة، ما أدى إلى امتداد النيران إلى سائر خيم اللاجئين السوريين”.
وقد أوقف الجيش شخصا من العائلة اللبنانية وتمّ إيواء اللاجئين، الذين شُرّدوا من المخيّم، في بعض المدارس، فيما تجري متابعة التحقيقات, وفقا لموقع روسيا اليوم.
وتبين أن النيران التهمت كامل الخيم الموجودة وما تحويه, حيث احترقت 93 خيمة تأوي 93 عائلة وتضم 468 شخصا.
من جهته ندد الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني بالاعتداء الذي وقع على مخيم السوريين وطالب بتأمين المسكن للمتضررين. كما استنكر محافظ شمال لبنان، رمزي نهرا، في حديث تلفزيوني “بشدة” حادث الحريق، مشيرا إلى أن المخيم يخضع لمراقبة دورية من الجيش اللبناني والمنظمات الأممية.
وقال نهرا إن “ما حدث هو عمل فردي أدى للفاجعة الكبيرة التي نراها أمامنا اليوم ويستنكره كل العاقلين، ونحن نستنكر ما جرى لأنه يخرج عن عاداتنا وتقاليدنا”.
ومن جهته أعرب مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين, عن الأسف الشديد للحريق الذي تعرض له مخيم اللاجئين السوريين, قائلا: “تعرب الجمهورية العربية السورية عن الأسف الشديد للحريق الذي تعرض له مخيم اللاجئين السوريين في بحنين قضاء المنية ما أدى إلى ترويع المقيمين فيه وحرمان عدد منهم من المأوى”.
كما دعا القضاء اللبناني والأجهزة اللبنانية “تحمل مسؤولياتها في معالجة هذا الحادث وتأمين الحماية والرعاية للمهجرين السوريين”.
كما وجه دعوة للمواطنين السوريين “الذين أرغموا على مغادرة البلاد بفعل الحرب الظالمة على سورية للعودة إلى وطنهم”.
ونقلت وكالة رويترز عن خالد كبارة المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في لبنان, إن قرابة 400 من سكان المخيم الذين فروا لجأوا لمخيمات مغلقة أخرى أو وجدوا مأوى مؤقتا في مدارس وفنادق خالية.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن ثلاثة على الأقل أُصيبوا في الحادثة التي وقعت يوم السبت في منطقة المنية بالقرب من مدينة طرابلس الساحلية وأعقبها قيام شبان غاضبين بإضرام النار في المخيم.
ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري فروا منذ بداية الصراع في بلدهم عام 2011. ويمثل كثير من السوريين مصدرا أساسيا للعمالة الرخيصة في قطاعي البناء والزراعة بلبنان.
وشهد لبنان تزايدا في التوتر بين اللاجئين السوريين والسكان في السنوات الأخيرة، وهو ما عزاه عاملون في المجال الإنساني وسياسيون إلى العنصرية وغضب اللبنانيين المتضررين من الأزمة المالية والذين يحملون اللاجئين مسؤولية أخذ وظائفهم.