اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد الزبيدي, أن الزيارة التي قامت بها الهيئة العسكرية التركية تحمل رسالة مفادها أن “ليبيا أصبحت سنجق يتبع الوالي العثماني”.
وأضاف الزبيدي في حديث لـ تموز نت, أن “العمليات العسكرية اختصاص أصيل لاركانات الحرب الأتراك الذين فوضهم برلمان بلادهم باحتلال ليبيا وتمكنوا من إنشاء قواعد عسكرية في الوطية وسيدي بلال ومصراتة, ولديهم أكثر من عشرين ألف مرتزق ومئات الضباط على الأرض”.
وأوضح الزبيدي أن ما دفعهم للتعجيل بالزيارة “كان الشروع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات خمسة+ خمسة وذلك بتبادل الأسرى ومن ثم الاتجاه نحو طرد المرتزقة وقوى الاحتلال الأجنبي, وهذا يعني إخراج الأتراك. ولذلك سارعت الحكومة التركية لإفشال الاتفاق بإشعال فتيل الحرب”.
وبيّن الزبيدي أن تركيا شعرت بالخوف من دخول مصر على خط الأزمة الليبية ولعبها لدور “الوسيط بين شرق وغرب ليبيا ومن ثم إخراج تركيا من المشهد”.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار, قال اليوم إن أي هجوم من قبل قوات المشير خليفة حفتر على الوحدات التركية، “سيواجه بالقوة”, واصفا حفتر بـ “المجرم”, وأضاف قائلا: “يجب أن يعلم مجرم الحرب والقاتل حفتر وأنصاره أنهم سيكونون هدفا مشروعا في حال وقوع أي هجوم على القوات التركية” من قبل قواته, وفقا لوكالة فرانس برس.
وتأتي هذه التصريحات بعد يومين من إعلان المشير حفتر أن قواته “تستعد لطرد المحتل بالإيمان والإرادة والسلاح” في إشارة إلى القوات التركية التي تدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية بقيادة فايز السراج.
وأسهم الدعم التركي لحكومة الوفاق بقلب موازين القوى واضطرار قوات حفتر للتراجع بعد هجوم شنته في أبريل/نيسان الفائت, للسيطرة على العاصمة طرابلس. وأصبحت حكومة السراج المعترف بها من قبل الأمم المتحدة تسيطر على كامل شمال غرب البلاد.
يشار إلى أن ليبيا غرقت في الفوضى منذ 2011 إثر سقوط نظام معمّر القذافي، وتتنازع الحكم فيها سلطتان هما حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة يمثلها خليفة حفتر الذي يحظى بدعم روسيا ودولة الإمارات.
وكان الدعم التركي لحكومة الوفاق، لا سيما عبر إرسال مستشارين عسكريين وطائرات مسيّرة، أتاح إلحاق سلسلة من الهزائم بقوات حفتر على أبواب طرابلس.
وفي إشارة إلى أنقرة التي صادق برلمانها الثلاثاء على مذكرة تقضي بتمديد نشر عسكريين في ليبيا لمدة 18 شهرا، قال حفتر: “اليوم نذكّر العالم بموقفنا الثابت بأنه لا سلام في ظل المستعمر ومع وجوده على أرضنا”.