اعتبر الخبير العسكري والمعارض السوري, العميد الركن احمد رحال, أن ما يحصل في إدلب هو ضغط على تركيا في الشمال ونوع من الخطوط الحمراء التي تريد موسكو أن ترسمها لتركيا في تحركها داخل الأراضي السورية.
ما يحدث في عين عيسى ينعكس على جبهات إدلب
وأوضح رحال في حديث خاص لـ تموز نت, أن هناك ترابط في الجبهات والملفات المحلية والإقليمية والدولية كـ ملف ناغورني قره باغ أو ليبيا أو ما يحدث في شرق البحر المتوسط, والملف السوري, مضيفا “وأيضا في الداخل هناك ملفات مترابطة, فما يحدث في عين عيسى ينعكس انعكاسا تاما على ما يحدث في جبهات إدلب”.
التصعيد العسكري ديدن النظام
وتابع رحال “من حيث المبدأ نظام الأسد والروس والإيرانيين لديهم الخيار العسكري, والخيارات السياسية غير موجودة على أجنداتهم نهائيا وبالتالي العمل العسكري يحظى بالأولية لديهم. النقطة الأخرى أن هناك ضغوط على جبهات عين عيسى من قبل الجيش الوطني وتركيا وبالتالي يجب أن تقابلها وفق منظور الروس ضغوط في إدلب ولديهم هدف الوصول إلى الطريق الدولي “أم4″, فما تبقى من جبل الأربعين وجبل الزاوية ومن جبل شحشبو, يريدون الحصول على الطريق الدولي من سراقب وحتى جسر الشغور وجعله الخط الفاصل. والتصعيد يأتي في هذا الإطار”, مشيرا إلى ضرورة أخذ الظروف السياسية أيضا بعين الاعتبار “فانتقال القيادة في البيت الأبيض من ترامب إلى بايدن يستغلها الروس على غرار ما فعلوا في نهاية العام 2016 عندما سيطروا على مدينة حلب. وبالتالي هناك مجموعة ظروف سياسية وعسكرية تدفع النظام للعودة إلى ديدنه ألا وهو التصعيد العسكري”.
الروس لم يفوا بالتزاماتهم
عن دخول المقاتلات الروسية على خط المواجهة مجددا وقصفها لمواقع الفصائل, وهل يعني ذلك ضغطا على الجانب التركي للإيفاء بالتزاماته, قال رحال متسائلا: “هل الروس أوفوا بالتزاماتهم؟. لدينا اتفاق سوتشي موقع بين الجانبين الروسي والتركي ويشير صراحة إلى وجود مناطق خفض تصعيد, أين مناطق خفض التصعيد؟. أخذها النظام. هناك أيضا تفاهمات حدثت في بداية آذار بين الرئيس التركي والروسي, أين هذا الاتفاق؟. ذهب. خان شيخون واللطامنة ومورك وسراقب ومعرة النعمان التي استولى عليها الروس والنظام وإيران, ألم يكون هناك اتفاق وقف إطلاق نار, ومنطقة ممنوع الاقتراب منها وأنشأت نقاط مراقبة تركية”, مضيفا “إذا قبل أن نطالب تركيا الوفاء بالتزاماتها والمتعلقة بهيئة تحرير الشام فقط لا غير, السؤال هل أوفى الروس بالتزاماتهم؟. بالتأكيد لا”.
الردع المتساوي
وأكد رحال أن غارات المقاتلات الروسية والقصف المتكرر فوق منطقة خفض التصعيد في إدلب هو “رسالة روسية مفادها أنه نحن من يصعد, ونحن من يقوم بهذا العمل, وندعم كل ما يحصل على الأرض من تجاوزات”, مضيفا أن “هذه هي الوقاحة الروسية التي اعتدنا عليها”. وعبر رحال عن رأيه في هذا السياق مطالبا “التصعيد بالمقابل وعدم الاستكانة للضغوط الحاصلة, وكل قصف تتعرض له المناطق المحرر يجب الرد على بقصف مناطق النظام وتجمعاته العسكرية”, مشيرا إلى أنه أي الجيش السوري “يقصف المدنيين, ونحن لا تقصف المدنيين, نحن نقصف مواقع تجمع القوات الإيرانية والنظام والروس وحزب الله وبالتالي تشكيل حال من الردع المتساوي, وإلا فالسكوت يعني أننا مقبلون على عمل عسكري قد يؤدي إلى نتائج ليست بالجيدة”.
تركيا وصلت إلى مرحلة لم تعد تستطيع التفاوض أو التنازل
وأشار رحال إلى أن تركيا وصلت إلى مرحلة لم تعد تستطيع التفاوض أو التنازل عن أي نقطة ووصلت لحدود الخطوط الحمراء التي يمكن تسميتها بـ “الخطوط الحمراء للأمن القومي التركي”, مؤكدا أن “التنازل عن جبل الزاوية أو جبل الأربعين أو جبل شحشبو أو ما تبقى من الطريق الدولي /أم4/ يعني التنازل عن إدلب”, مضيفا “عندما أقول تركيا أعني أن القرار للجيش الوطني أيضا, وأن التنازل عن أي منطقة هو خطر على المنطقة التي تليها, فالتنازل عما تبقى من جبل الزاوية وجبل الأربعين وشحشبو, وطريق /أم4/ يعني التنازل عن إدلب, ومستقبلا سنرى أن التنازل عن إدلب يعني تهديد مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام. وبالتالي اعتقد أن تركيا ليست في وارد التسليم أو المقايضة والتنازل”.
النظام والروس والإيرانيين لا يفهمون الاتفاقيات والعهود.. والنقاط التركية أصبحت قتالية
واتهم رحال السلطات السورية وحلفائها بعد الوفاء بالتزاماتها قائلا: “النظام والروس والإيرانيين لا يفهمون الاتفاقيات والتعهدات والعهود, هؤلاء إذا أخذوا نقطة يفكرون بالتالية”.
كما بيّن رحال أن النقاط التركية أصبحت قتالية وليست نقاط مراقب فقط, وباتت مجهزة بأفضل المعدات ويوجد حاليا حوالي 15 ألف جندي تركي, و12 ألف آلية عسكرية, و5 منظومات قتالية, منها منظومة هوك الأمريكية. كما نسمع كلاما أمريكيا عن دعم الموقف التركي في إدلب”, معربا عن اعتقاده أن تركيا “لن تقدم على أي عملية تنازل في إدلب أو المناطق الأخرى التي يحاول النظام والروس والإيرانيين يحاولون السيطرة عليها”.
النازحون والمهجرون جرح نازف
وعن وضع النازحين والمهجرين وإمكانية عودتهم إلى مناطقه أعرب الخبير العسكري والمعارض السوري, العميد الركن أحمد رحال, عن تمنيه التوصل لاتفاق بين روسيا وتركيا, لكن قال أن
ووصف رحال وضع النازحين والمهجرين في المخيمات بـ “الجرح النازف”, مضيفا أن “وضع أهلنا في المخيمات الذين يعانون من البرد والجوع ونقصف في الوقود والمواد الإغاثية خلال فصل الشتاء كذلك النقص في المواد الطبية مع انتشار جائحة كورونا. بأنه أسوء وضع كارثي يعيشه المواطنون في المخيمات ومناطق التهجير في شمال وشمال غرب سوريا”.
التجربة علمتنا أن نظام الأسد عندما يدخل إلى منطقة لا ينسحب منها
كما أعرب رحال عن تمنيه التوصل لاتفاق بين روسيا وتركيا بخصوص عودة النازحين وأن ينسحب بموجبه “النظام ويطبق اتفاق سوتشي وتعود اللطامنة ومورك وخان شيخون ومعرة النعمان وسراقب ويصبح الطريق الدولي /أم5/ هو الحد الفاصل, ويعود أهلنا إلى مناطقهم”, مضيفا أنها “تبقى أمنيات والتجربة علمتنا أن نظام الأسد عندما يدخل إلى منطقة لا ينسحب منها, ليس بقوته وإنما بقوة الروس وجبروت القتل والدمار, وبالتالي لا أرى مؤشرات للانسحاب وعودة المهجرين والنازحين وأن كنت أتمنى أن أكون مخطئ”.
التوافقات الروسية التركية تكون دائما على حسابنا
وفي نهاية حديثه قال الخبير العسكري والمعارض السوري, العميد الركن أحمد رحال أنه لا يرى “ضغوطا على إيران وروسيا والنظام لتجبرهم على الانسحاب”, مشيرا إلى أن “التوافقات الروسية التركية تكون دائما على حسابنا بسبب أنه لا يوجد ضغط عسكري حقيقي في الداخل ليستطيع تقوية الموقف التركي ويفرض واقع عسكري جديد يجبر الأسد على الانسحاب, وأصبحت اليوم أمنياتنا أن نحافظ على ما بين أيدينا وليس أن نستعيد شيء مما خسرناه”.