كشف موقع “المدن” اللبناني, تفاصيل وصفها بـ “فضيحة الباخرة MSC MASHA 3 التي تحمل مواد كيماوية من مادة الصوديوم سالفايد (كبريت الصوديوم) قادمة من الصين إلى لبنان ومن ثم سوريا.
وفي تقريرٍ نشره الموقع يوم أمس, أكد نقلاً عن النائب اللبناني جورج عقيص، أن الباخرة المذكورة كانت تحمل شحنة مؤلفة من 10 مستوعبات, وكان من المقرر أن تمر من أحد المرافئ اللبنانية إلى سوريا عبر البر اللبناني.
وأضاف عقيص، في بيان صادر عنه أنّ “وزيرة الدفاع، وافقت الثلاثاء على تفريغ الباخرة، وطلبتْ من وزارة الأشغال العامة والنقل منع تفريغ مستوعبات المواد الكيماوية”.
كما تساءل عقيص، “لماذا لا يتم تفريغ الحمولة مباشرة في سوريا طالما أن هذه الأخيرة هي من طلب هذه المواد”.
ونشر موقع “المدن” نسخة من كتاب موقّع من قبل وزيرة الدفاع، زينة عكر, أشارت فيه إلى أنها “تسلّمت مراسلة من وزارة الأشغال العامة والنقل بتاريخ 18\1\2021, تتعلّق باستيراد مواد كيميائية إلى سوريا عبر المرافىء البحرية اللبنانية لنقلها إلى أراضيها عبر الترانزيت بواسطة الباخرة MSC MASHA 3 القادمة من الصين، والتي تحمل على متنها 10 مستوعبات تحوي مادة الصوديوم سالفايد, و350 مستوعباً محملةَ ببضائع لتجار لبنانيين. وأكدت عكر في البيان الصادر عنها أنه بناءً لاقتراح وزارة الأشغال العامة والمديرية العامة للنقل البري والبحري، وافقت وزارة الدفاع الوطني وقيادة الجيش اللبناني “على تفريغ حمولة الباخرة بناء على طلب وزارة الاشغال العامة والنقل بإدخال الباخرة مع منع إنزال المستوعبات العشرة التي تحتوي المواد الكيماوية وإبقائها على متنها وفق آلية تقوم على الطلب من الأجهزة الأمنية، لا سيما الجيش اللبناني والجمارك، تفتيش كل مستوعب سيتم إنزاله في مرفأ بيروت على حدة، للتأكد من خلوه من مادة الصوديوم سيلفايد أو أي مواد كيمائية أخرى ملتهبة أو خطرة، وعلى أن يحضر أصحاب المستوعبات أو وكلاؤهم عملية فتح كل مستوعب وتفتيشه، وفي حال عدم حضورهم يبقى المستوعب على متن الباخرة ويعود مع حمولتها”.
وأوضحت “المدن” أن خط سير الباخرة MSC MASHA 3 (مصنوعة عام 1998)، يوضح أنها تقوم منذ أيام بالإبحار بين مرفأي بيروت وجونيه (حركتها بالصورة المرفقة)، قبالة الشواطئ اللبنانية. أما بطاقة سيرها فتقول إنه كان من المفترض أن تصل إلى مرفأ بيروت يوم الـ 15 من الشهر الجاري. وهي تبحر بعلم برتغالي ومسجّلة في ماديرا. كما يتّضح أيضاً من مسيرها خلال الشهر الماضي، أنها توقّفت مؤخراً في ليماسول (قبرص) يومي 14 و15 يناير/كانون الثاني 2021، وقبلها في بيراوس اليونانية (بين 9 و13 كانون الجاري) وكوبر السلوفانية (6 و7 كانون) وقبلها في مرافئ إيطالية عدة بين 3 و5 كانون الثاني، ليتّضح أنها كانت في مرفأ بيروت يومي 27 و28 كانون الأول الماضي.
وعن استخدامات كبريت الصوديوم نقلت “المدن” عن مواقع متخصصة، ومنها PubChem التابع لوكالة الصحة الوطنية الأميركية، بأن استخدام كبريت الصوديوم يمكن أن يكون في عمليات صناعية مختلفة منها الخاص بالأصباغ والطباعة وصناعة المنسوجات الليفية والمستحضرات الصيدلانية وبشكل رئيسي لإنتاج الأدوية الخافضة للحرارة. كما يتم استخدام هذه المادة في صناعة ثيوسلفات الصوديوم، هيدرو كبريتيد الصوديوم، وبولي سلفيد الصوديوم. كبريت الصوديوم مادة كيماوية شديدة الخطورة قابلة للاشتعال ويمكن أن تنفجر عند الصدمة أو ارتفاع درجات الحرارة، وعند خلطها بالأحماض تفرز غاز كبريتيد الهيدروجين شديد السمية والقابل للاشتعال. كما تشير دراسة معدّة من قبل ضباط في الجيش الأميركي إلى إمكانية استخدام الصوديوم سالفايد في صناعة غاز السارين.
ويتابع تقرير “المدن” مشيراً إلى أن هناك “مواد خطرة ومتفجّرة كان منوياً تمريرها إلى سوريا عبر الأراضي اللبنانية. وبغض النظر عن أوجه استخدامها، للصناعة والاستخدام المدني أو للمساهمة في قتل من تبقى من الشعب السوري على يد النظام، فمن المؤكد أنّ صفقات مماثلة تساهم في كسر العقوبات المفروضة على النظام السوري”.
وربط تقرير “المدن” بين الانفجار الذي تعرض له مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020, وإمكانية ضلوع رجال أعمال مقرّبين ومحسوبين على السلطات السورية, ويعملون لصالحه. مضيفاً “فلا يمكن القول سوى أنّ مسلسل تغذية النظام السوري لنفسه عبر لبنان، بمواد خطرة ومشتعلة، مستمر”.