اعتبر أبو الفداء, ممثل عن المجلس العسكري للجنوب في المملكة الأردنية الهاشمية, أن السبب وراء تصاعد الأحداث بشكل متسارع في درعا وإرسال تعزيزات عسكرية, هو “للضغط على المنطقة لإعادة تعويم رأس النظام وزجه في الانتخابات القادمة لأن الجنوب عامة ودرعا خاصة ترفض إعادة انتخاب بشار في درعا”.
وأوضح أبو الفداء, في حديثٍ خاص لـ تموز نت, أن الاجتماع الذي عقد يوم أمس بين القوات الحكومية والشرطة العسكرية الروسية من جانب, واللجنة المركزية في درعا وبعض الوجهاء من جهة أخرى, كان طويلاً وشاقاً, مضيفاً أن “قيادات النظام لجأت إلى المراوغة ومحاولة إيجاد منفذ لها من ورطتها بمحاولة اقتحام مناطق في درعا. لذلك كانت طلباتها في البداية كثيرة, وعندما كانت تلقى الرفض بشكلٍ دائم من المعنيين باللجنة المركزية أصبحت طلباتهم تتدنى, وكان أكبر دليل على ضعفهم؛ آخر طلب وهو ترحيل أو تسليم الأشخاص الستة”.
وأشار أبو الفداء أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر يوم الخميس القادم للرد على ذلك طلب “ترحيل أو تسليم الأشخاص الستة”, مؤكداً أن الرد واضح فـ “التسليم مرفوض رفضاً قاطعاً, أما ذهاب الأشخاص إلى الشمال فالشمال أيضا أرض سورية”.
وعن تلويح الشرطة العسكرية الروسية باستخدام القوات الحكومية للطيران الحربي في حال لم يتنفذ وجهاء وأعضاء اللجنة المركزية في درعا مطالب السلطات السوري, قال أبو الفداء: “التهديدات الروسية تعودنا عليها فهي لا تملك إلا ترسانتها العسكرية لتهدد المعارضة بها. هكذا هو القاتل لا يهدد الا بالقتل”.
ووصف القيادي في المنطقة الجنوبية روسيا بـ” العدو المغتصب”, معتبراً أن روسيا “ليست ضامن بل شريك بالقتل والتدمير والتهجير. وأغلب المنضمون للفيلق الخامس يعون تماماً أن روسيا ليست ضامن بل عدو مغتصب”.
وعن وجود خلايا لتنظيم داعش وحراس الدين في الريف الغربي لدرعا, نفى أبو الفداء وجودهم قائلاً: “تعودنا دائما على إشاعات تصدر من قبل ميليشيات وعصابات النظام السوري, اما بالنسبة لإشاعة داعش وحراس الدين وتواجدهم في الريف الغربي من درعا هي ليست صحيحة, لأنه من يسمونهم خلايا داعش وحراس دين هم عبارة عن خلايا تابعة للميليشيات الشيعية وسرايا قاسيون, ومهمتهم الاغتيالات والتفجيرات لتكون ذريعة للميليشيات التابعة للنظام وإيران وروسيا بالتدخل عسكريا بالمنطقة وخصوصا أمام الدول ومجلس الأمن”.
وأكد أبو الفداء على أن الفرقة الرابعة التابعة للقوات الحكومية “تسعى جاهدةً لتوسيع مناطق سيطرتها في الجنوب لكنها دائما تفشل لأنه لا توجد أرضية أو حاضنة شعبية تثق بالفرقة الرابعة أو أي تشكيل تابع للنظام, والفرقة الرابعة تعمل بقيادة قيادات ومجموعات من الحشد الشيعي والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني, وهي تخدم مصالح إيران والتمدد الشيعي بالمنطقة”.
وشدد أبو الفداء أنه ليس بمقدور الفرقة الرابعة “السيطرة على المنطقة لا أمنيا ولا عسكريا ولا بأي شكل من الأشكال الإرهابية التي تتبعها تلك الفرقة الرابعة والميليشيات الشيعية التي تقودها”.
وتابع أبو الفداء قائلاً إن “من يريد الحل السياسي لا يهاجم البلدات والقرى بحجج واهية وخاصة اننا التزمنا كثورة بالحل السياسي وبالتهدئة العسكرية رغم حملات الاعتقال التي طالت المدنيين والمقاتلين السابقين الذين عملوا التسويات التي على أساسها دخل النظام السوري وقواته للجنوب بضمانة روسية”, مضيفاً “أن قوات النظام تحاول بشكل مستمر انتهاك الاتفاقات من خلال الاعتقالات والاغتيالات ومحاولات تلك القوى اقتحام مناطق في الجنوب”.