دمشق – أقامت مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية مهرجانا لمسرح الطفل في العطلة الدراسية النصفية للتلاميذ، حيث قدمت مجموعة من العروض المسرحية يخصّص بعضها للدمى أو خيال الظل.
وخلال ما يقارب العشرة أيام قدّمت العديد من العروض. كان من المتميّز فيها مسرحية “القطة شحرورة”، وهي من تأليف وإخراج زهير البقاعي في ثاني أعماله المسرحية الموجهة للأطفال بعد “شموسة” الذي عرضه في المهرجان ذاته عام 2016.
اعتمدت المسرحية على حوامل فكرية سامية، منها الحب والصدق وحب العلم والدراسة والالتزام بما يقوله الآباء والأمهات. وحفلت بالمنعطفات الدرامية التي جذّرت هذه القيم.
حمل العرض على عاتقه عبء تقديم موضوعات فلسفية وإنسانية قيّمة للأطفال مستندا على حكاية بسيطة من حيث تسلسل الأحداث.
و”القطة شحرورة” مسرحية من إنتاج المديرية العامة للمسارح والموسيقى بسوريا، كتبها وأخرجها زهير البقاعي، ومن بطولة مجد نعيم وليزا نصير وآلاء مصري زاده ورولا طهماز وزيد الظريف. أما الإضاءة فكانت لبسام حميدي والموسيقى لسامر الفقير والأزياء لريم الماغوط.
أما مؤلف ومخرج عرض “القطة شحرورة” زهير البقاعي فهو بجد أن “مسرح الطفل يحتاج إلى قلب طفل وعقل فيلسوف كي تصل رسائله إلى الفئات المستهدفة”.
وهو مع ضرورة وجود هذه النوعية من العروض المسرحية بعد فترات الدراسة الطويلة التي يعيشها التلاميذ، حيث يعتبرها نوعا من المكافأة والتسلية والمتعة التي تشكل للطفل عوالمه الجميلة، كما أنها في الآن ذاته توفّر له نوعا من التوجيه التربوي بشكل بعيد عن الوعظ والمباشرة، وتحفّز لديه البحث عن الذائقة الفنية والجمالية ليحتفظ بها في ذاكرته فترات طويلة، وهذا ما يعني دعم الطفل بقيم إنسانية تشكّل كيانه اللاحق.
وعن دور المسرح في تقديم الأفكار التربوية وخلقه حالة تكاملية مع التعليم، يتابع “المسرح كما أراه معني بتقديم المتعة أولا ثم الفائدة. والمقصود بالمتعة هي التسلية الراقية والنظيفة وأن تكون المسرحيات ذات بعد إنساني عميق، لنزرع داخل الأطفال القيم العليا التي لا بد فيها من الحكاية والإدهاش ووجود مواضيع جميلة ممتعة تكون جاذبة له”.