حمّلت عضو الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي, فوزة يوسف, الحكومة السورية مسؤولية الحصار المطبق على مناطق تواجدهم في الحسكة والقامشلي, معتبرةً الحصار المفروض على مواقعهم هو رد فعل على حصار مخيمات الشهباء وحي الشيخ مقصود والأشرفية.
النظام يصر على معاقبة شعبنا بسياسة التجويع
واوضحت القيادية الكردية, في حديثٍ لـ تموز نت, أن “سبب الحصار على المناطق التابعة للنظام من قبل الإدارة الذاتية كان نتيجة منع دخول المواد الاساسية مثل المازوت، الطحين والغاز لمدة أكثر من شهر على مخيمات الشهباء وحي الشيخ مقصود والأشرفية”، مضيفةً أنه “بالرغم من المحاولات الكثيرة من قبل مسؤولي الإدارة الذاتية من أجل حل المسألة عن طريق الحوار و التفاهم، إلا إنهم اصروا على مواقفهم بمعاقبة شعبنا بسياسة التجويع. وعندما رأت الإدارة الذاتية بأنه لا جدوى من هذه الجهود اضطرت إلى اتخاذ قرار فرض الحصار على المربعات الأمنية في كلٍ من الحسكة وقامشلو التابعة للنظام السوري”.
الحكومة السورية بدأت تقتنع بانه لا جدوى من سياسة الحصار
واعتبرت يوسف أن السلطات السورية هي المسؤولة “عن معاناة الأهالي وليست الإدارة كما يدعون”, مشيرةً إلى أن الحصار سيستمر “على مناطق النظام إلى حين فك الحصار عن أهالينا في حلب و الشهباء”.
وعن الموقف الروسي وتردد الأنباء عن دخوله على خط الأزمة بين الجانبين, قالت يوسف: “بالنسبة لروسيا فهي لم تدخل على الخط خلال هذه الفترة، ولم تقم بدور الوسيط”, مضيفةً “إلا ان جهود الإدارة الذاتية مستمرة لحل المسألة عن طريق التفاهم، وإنني أرى بأن الحكومة السورية أيضا بدأت تقتنع بأنه لا جدوى من هذه السياسة التي لا تخدم سوى أعدائنا، لذلك آمل أن يتم إعادة النظر في هذا القرار الجائر من قبلهم في أقرب فرصة”.
الحكومة السورية تمارس سياسة المماطلة وكسب الوقت
وعن فشل المحادثات التي جرت مؤخراً بين الحكومة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية, قالت يوسف: “باعتقادي عملت الحكومة السورية لحد الآن بممارسة سياسة المماطلة وكسب الوقت، لذلك لم يكن هناك قرار تحقيق أي تطور من قبلهم في قضية التفاوض، لكن هذه السياسة لن تكون في صالحهم من الآن فصاعداً, وستستنفذ قواهم، لأن استمرار الازمة السياسة والاقتصادية في سوريا لم يعد يحتمل المماطلة، وإذا ما استمرت الحكومة في نفس الموقف فإن الوضع في سوريا سيتفاقم أكثر ويمكن أن يفتح المجال أمام عصيانٍ جديد ضدهم نتيجة حالة الفقر والمعاناة”.
هناك جهات كثيرة تريد أن تصطاد في الماء العكر
وأشارت القيادية الكردية إلى أن طبعا هناك جهات كثيرة تريد أن تصطاد في الماء العكر، مثلا الاعلام التركي الذي كان يقوم بإثارة الفتنة وتأجيج الوضع خلال هذه الايام، كما أن هناك جهات داخلية في الحكومة السورية أيضاً كـ سماسرة الحرب الذين يستفيدون بشكل او بآخر من الازمة”.
المكونات الاجتماعية في الجزيرة متلاحمة وتعلم كيف تعالج الأمور بدراية
وعن احتمال أن توجِد أحداث الحسكة شرخاً بين المكونات الاجتماعية في مناطق الإدارة الذاتية, أكدت يوسف أنهم لن يفتحوا المجال لحدوثِ أي شرخٍ, مضيفةً “أننا ولحد الآن عملنا على ترسيخ التعايش السلمي، والقوى السياسة و الإدارة الذاتية تتحلى بالحكمة للتعامل مع الوضع واستيعاب كل ما يجري. إن هذه الممارسات ليست المرة الأولى التي تمت من قبل النظام, ولكن المكونات الاجتماعية هنا تدرك بأن أي تقرب غير مسؤول سيدمر الجميع، لذلك إنني واثقة بأننا سنتجاوز هذه المِحنة أيضاً لأنها أزمة مرحلية، والمكونات الاجتماعية في الجزيرة متلاحمة فيما بينها وتعلم كيف تعالج الأمور بدراية”.
اتهامات واهية تعبر عن العجز
وعن اتهام نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري, لقوات سوريا الديمقراطية بتجنيد الأطفال ووصفها بالانفصالية, ودعوة إعلامية موالية لضرب مناطقهم بالكيماوي, والعداء الذي تظهره المعارضة الموالية لتركية تجاههم, قالت يوسف: “هناك من يعملون لترسيخ الانقسام في المجتمع السوري، لأنهم يستفيدون من ذلك، ولأن هدفهم ليس خدمة الشعب السوري إنما خدمة الاجندات الخارجية والمصالح الشخصية. إن هجومهم المشترك على الإدارة الذاتية، هو نتيجة عنصريتهم و تعصبهم الشوفيني، ولأنها تمثل مشروع ديمقراطي ناجح وهي النموذج الوحيد الذي أثبت صوابيته خلال العشر سنوات الماضية”, مضيفةً “لقد أثبتت /قسد/ بأنها القوة العسكرية الوحيدة التي جمعت السوريين تحت مظلتها, وقامت بحماية كل السوريين دون وضع أي تفريقٍ بينهم ضد كل الهجمات, لذلك هذه الاتهامات واهية ولا جدوى منها أنها يعبر فقط عن عجزهم ليس إلا”.