رأى الخبير العسكري والمعارض السوري, العميد أسعد الزعبي, أن توقيت بدأ الائتلاف السوري المعارض إعادة النظر بهيكليته التنظيمية والسياسية والعسكرية, مرتبط بمطالب داخلية وخارجية.
وأضاف الزعبي أن هناك أيضا أسباب تتعلق بالمطالبة الشعبية للائتلاف بسبب “الترهل الواضح, ولإجراء نوع من إعادة الحيوية والديناميكية للائتلاف”, مستبعداً وجود اتفاق ضمني بين تركيا ورسيا بخصوص إعادة الهيكلة لأنه “عليه فيتو من عدة دول”.
وأوضح الزعبي, في حديثٍ لـ تموز نت, أن إعادة الهيكلة متعلقة بالتمثيل للمكونات السورية, مضيفاً “أن دول العالم إذا أرادت أن تمزق جسم الأمة أو الجسم الوطني بغض النظر عن حجمه وأهدافه تلجأ إلى قضية الحصص, التمثيل, الأقليات والمكونات؛ ليس حباً بهذه المكونات إنما حباً بتقسيم الجسم أو زرع الفتنة حتى يبقى الصراع, وهذا ما يحصل في غالبية الدول العربية, انظروا إلى العراق, ليبيا, لبنان وغيره”.
واستبعد الزعبي أن تكون إعادة الهيكلة في الائتلاف مرتبطة بالتحضير للانتخابات الداخلية المزمع عقدها في يوليو/تموز القادم, قائلاً: “لا اعتقد أن القضية تتعلق بالانتخابات, ربما لا يتم إجراء الانتخابات أصلاً. لكن ربما هناك مطالب دولية جديدة لإنشاء جسم جديد, خاصة أن هناك اعتراض دولي على بعض الأطياف السياسية في الائتلاف”. كما اعتبر الزعبي أن هناك اعتبارات في اختيار قيادة الائتلاف تتجاوز الرغبة الروسية.
وعن مدى قدرة وإمكانية الجيش الوطني المعارض فرض سيطرته على مناطق المعارضة في ظل وجود هيئة تحرير الشام، وكذلك رفض بعض الفصائل كالجبهة الشامية بريف حلب الامتثال لأوامره, قال الزعبي: “إن أي تحرك للجيش الوطني سواء باتجاه مناطق النصرة (هيئة تحرير الشام) أو باقي المناطق الأخرى لن تكون بأوامر من الجيش الوطني, وأي تحرك للفصائل يجب أن يكون خلفه إما ضوء أخضر إقليمي أو توافق دولي. لذا عندما تتوفر هذه المطالبة بغض النظر عن الجهة صاحبة الأمر سيتم التنفيذ لأن الشمال لم يعد فقط منطقة تتبع لقرار داخلي أو تركي, هناك أيضا جهات دولية تعتبره –الشمال السوري- ورقة لها أيضا, ربما ضد دولة أخرى أو ورقة تدفع بها لمصالحها الخاصة أو ورقة سيتم العمل بها في ضوء أي حل قادم بشكل خاص خلال الشهرين القادمين”.
واتهم العميد أسعد الزعبي, وزير الخارجية السوري فيصل المقداد, ونائبه بشار الجعفري, والوزير الراحل وليد المعلم, بممارسة “الكذب”, مضيفاً “لم ينسى العالم كذب وليد المعلم, حول فيديوهات من لبنان, وكذب المقداد حول الكيماوي, وكذب الجعفري في مجلس الأمن, كلهم عائله كذب أصولهم هكذا, وتربوا في نفس البيئة ويمارسون العهر السياسي بكامل صفاته. لذا كلما شعروا أن مجلس الأمن كشف حقيقتهم أو أن المندوب الدولي عجز عن مجاراة مراوغتهم يلجؤون إلى اتهامه بعدم الوسطية أو عدم النزاهة, وهذا حصل بينهم وبين كل مندوبي الأمم المتحدة {كوفي انان, الابراهيمي, ديمستورا, وبيدرسون}”.
واستدرك كلامه عن المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون, قائلا: أن “بيدرسون غطى عليهم كثيراً, وهذه حقيقه. والنظام بعد أن يقدم لهم أي مندوب الخدمات يتهمونه بأي تهمه للتخلص منه, وهذه طريقتهم حتى مع الذين يقاتلون معهم, بهذه الطريقة يتخلصون من شهودهم ويظهرون أنهم شرفاء ويكسبون المزيد من الوقت”.