سجّل سعر صرف الليرة السورية تدهورا قياسيا جديدا في السوق السوداء حيث تجاوز الـ4000 ليرة مقابل الدولار الواحد، بالتزامن مع الذكرى العاشرة لبدء النزاع في سوريا.
وبلغ سعر صرف الدولار اليوم الاثنين مقابل الليرة السورية (شراء 4060, مبيع 4120ليرة). بينما بلغ غرام الذهب عيار (18): 171,537 ليرة. وغرام الذهب عيار (21): 200,008 ليرة. وأونصة الذهب 1727.60 دولار, وأونصة الفضة 25.91 دولار, وفقا لموقع الليرة اليوم.
وتشهد الأسوق في مناطق الحكومة السورية والمعارضة والإدارة الذاتية ارتفاعا ملحوظا في أسعار المواد التموينية والغذائية الرئيسية, وسط استياء شعبي وحالة عجز لدى المسؤولين على ضبط الأسعار في الأسواق. بينما يرجع التجار سبب ارتفاع الأسعار لتقلب سعر صرف الليرة مقابل الدولار ومواصلة هبوطها أمامه.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش, وصف في الـ 11 من الشهر الجاري, في كلمة أمام الصحفيين من المقرّ الدائم في نيويورك مع اقتراب الذكرى العاشرة لاندلاع الحرب في سوريا، إنه “قبل 10 سنوات، وضع القمع العنيف للاحتجاجات الشعبية السلمية في سوريا البلد على طريق حرب مروّعة”, مضيفاً “توفي مئات الآلاف من السوريين، ونزح الملايين. وعدد آخر لا يُحصى ظل محتجزاً بشكل غير قانوني وغالباً ما تعرّض للتعذيب، أو مفقوداً، مختفياً، أو يعيش في حالة عدم اليقين والحرمان”.
وقال غوتيرش أنه في خضّم جائحة كوفيد19, لا يزال الوضع في سوريا كابوسا: “في ذلك الوقت، تعرّض السوريون لانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع ومنهجي. وانتهكت أطراف النزاع القانون الإنساني الدولي مرارا وتكرارا، مع الإفلات المطلق من العقاب حتى الآن”.
وبحسب الأمين العام، تتضاعف معاناة السوريين مع الانهيار الاقتصادي والفقر المتزايد الناجم عن مزيج من الصراع والفساد والعقوبات وجائحة كوفيد-19. كما أن نحو 60% من السوريين معرّضون لخطر الجوع هذا العام، وفي معظم فترات الحرب الأهلية، كانت مناطق شاسعة من البلاد تخضع لسيطرة المنظمات الإرهابية بحسب تصنيف مجلس الأمن والتي عرّضت العديد من السوريين لعنف وقمع شديدين.
ومن جانبها أشارت اليونيسف، إلى أن حوالي 90% من الأطفال السوريين بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وهو ارتفاع بمقدار 20% عمّا كانت عليه النسبة العام الماضي وحده. وفي بيان، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، لا يمكن أن يكون هذا مجرّد مَعلم كئيب آخر: “لا يمكن للاحتياجات الإنسانية أن تنتظر. يجب على المجتمع الدولي بذل قصارى جهده لإحلال السلام في سوريا وحشد الدعم لأطفالها”.
ووفقا لليونيسف، فإن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم نتيجة لسوء التغذية المزمن. وحوالي 2.5 مليون طفل في سوريا، و750 ألف طفل سوري آخر في الدول المجاورة، خارج المدرسة، 40% منهم فتيات. وبحسب معطيات موثقة، بين عامي 2011 و2020، أشارت اليونيسف إلى مقتل أو إصابة نحو 12 ألف طفل. وأكثر من 5,700 طفل – أصغرهم بعمر 7 أعوام – تم تجنيدهم في القتال، وأكثر من 1,300 منشأة طبية وتعليمية تعرّضت للهجمات.
يشار إلى أنه قبل بدء النزاع في سوريا عام 2011, كان الدولار الواحد يساوي 48 ليرة سورية, ومع تصاعد وتيرة الأحداث انخفضت قيمة العملة السورية في ظل تقلص المداخيل والإيرادات وانخفاض احتياطي القطع الأجنبي. كما إن العقوبات الاقتصادية الغربية تسببت بالمزيد من الخسائر الاقتصادية للحكومة السورية.