قال نائب مرشد الإخوان المسلمين إبراهيم منير إن الجماعة تثق في تركيا ولا تمانع وساطتها لحلحلة الأزمة مع “النظام” المصري، داعيا قنوات ومنصات الجماعة الإعلامية في اسطنبول إلى احترام توجيهات الحكومة التركية.
وكان يشير بذلك إلى طلب السلطات التركية من وسائل الإعلام المصرية المعارضة التي تتخذ من اسطنبول مقرا، “تخفيف النبرة” إزاء السلطات المصرية في ظلّ مساعي أنقرة لتهدئة العلاقات مع القاهرة بعد أعوام من التأزم.
وتستضيف مدينة اسطنبول التركية مكاتب ثلاثة تلفزيونات مصرية: قناة “الشرق” الليبرالية ورئيس مجلس إدارتها المعارض أيمن نور، وقناة “الوطن” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وقناة “مكملين” المستقلة لكن المقربة من التيار الإسلامي.
وقال نائب مرشد الإخوان في مقابلة بثتها قناة الجزيرة القطرية مساء السبت إن “النظام التركي والقيادة التركية والرئيس أردوغان والأتراك يحترمون اللاجئ السياسي ونحن على يقين لن يتغير هذا الاتجاه أو التوجه، فتركيا صادقة ولا تناور”.
وفي تعليقه على التقارب المحتمل بين مصر وتركيا قال “لا نقف أمام من يحقق الخير”، مضيفا “لكن بالتأكيد النظام التركي يعلم أن هناك مظالم كثيرة وحقوق وأعتقد أن أي تقارب أو حلول ستحاول إيجاد حلول لهذا. في النهاية نشكر من يقدر على أي حلحلة”. كما لم يمانع أن تقوم أنقرة بوساطة مع النظام المصري.
وكان الرئيس التركي ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو أعلنا مؤخرا عن استئناف الاتصالات الدبلوماسية مع مصر بعد سنوات من القطيعة.
وتبذل أنقرة منذ أسابيع جهودا لترميم علاقاتها مع القاهرة، بعد أن تدهورت منذ عام 2013 إثر خلع محمد مرسي. ومرسي الذي توفي في السجن في حزيران/يونيو 2019، هو أول رئيس مصري انتُخب ديموقراطيا، وكان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين وحظي بدعم تركيا إبان فترة حكمه.
ونشبت في الأعوام الأخيرة خلافات بين القوتين الإقليميّتين حول ملفات عديدة، أبرزها ليبيا حيث دعمتا معسكرين متضادين. وأعلنت تركيا في 12 آذار/مارس استئناف “الاتصالات الدبلوماسية” مع القاهرة للمرة الأولى منذ 2013، من أجل وضع حد لأزمة مستمرة منذ نحو عقد.
وأقر وزير الخارجية المصري سامح شكري الأحد بوجود اتصالات دبلوماسية، لكنه أكد أن التهدئة الكلامية وحدها “لا تكفي” لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها، ودعا أنقرة لأن “تقرن أقوالها بأفعال”.