اعتبر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية, أحمد عطا, أن العلاقة بين تركيا والإخوان المسلمين تحولت إلى علاقة أحادية الجانب, مؤكداً أن ورقة الإخوان باتت “تشكل حمل ثقيل على أنقرة”.
وأضاف الباحث المصري, أحمد عطا في حديثٍ خاص لـ تموز نت, أن هناك أسباب عدة وراء تبدل لهجة المسؤولين الأتراك حيال مصر, منها ما يتعلق بالمشاكل الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد التركي, مشيراً إلى أن الاقتصاد التركي وصلت نسبة التضخم فيه 15%, والليرة التركية انخفضت بنسبة ٤٥٪, وأرجع عطا السبب وراء تراجع الاقتصاد التركي لـ “تدخل الرئيس التركي في السياسة النقدية وتعين زوج نجلته وزير للمالية (براءت ألبيرق)”, بالإضافة إلى رفع الدوحة “يدها عن تقديم الدعم المباشر لأنقرة”.
وحدد عطا سببين وراء تحرك تركيا نحو المصالحة مع مصر, الأول هو أن “تركيا تريد أن تجلس مع مصر للتفاوض بشأن شرق المتوسط (الغاز) بعد أن فشلت تهديداتها العسكرية وخاصة أن مصر وقعت العام الفائت مذكرة ترسيم حدود بحرية مع اليونان, كمان إن اليونان وقعت مع إيطاليا مذكرة ترسيم أخرى فيما يتعلق بالجزيرة القبرصية. فلا حل بالنسبة لتركيا من وجهة نظرها للحصول على جزء من كعكة الغاز سوى الجلوس والمصالحة مع مصر”, والسبب الثاني هو أن تركيا “تطمع بالحصول على جزء من كعكة الإعمار في ليبيا في ظل حكومة ومجلس رئاسي منتخب”.
واستبعد عطا أن يكون ترحيب وزير الأعلام المصري أسامة هيكل, بالخطوات التي اتخذتها الحكومة التركية تجاه القنوات المصرية المعارضة في تركيا، يعني طي صفحات الخلاف بين أنقرة والقاهرة, مضيفاً “ولكن السيد أسامة هيكل أراد أن يؤكد على إن مصر ليست في خصومة مع أي دولة ولا تنازع أي دولة وتحترم الجميع وفقاً للمواثيق والمعاهدات الدولية, لكن هناك عشرة شروط على أن انقرة أن تسعى لتحقيقها في حالة رغبت بإحداث مصالحة حقيقة مع مصر”, وأضاف عطا مشككاً بالخطوة التركية “لكن ما يصدر عن أنقرة هو مناورة سياسية نزولاً عند رغبة الديب العجوز رجب طيب اردوغان”.
ورأى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية, أحمد عطا, أن “ورقة الإخوان باتت حمل ثقيل الآن على تركيا”. وأضاف عطا متسائلاً: “لماذا التنظيم الدولي لجماعة الإخوان لم يكن مؤثراً في الشارع العربي كما كان أيام إدارة أوباما؟. ولم يعد يشكل التنظيم الدولي ورقة ضغط على أي حاكم عربي بسبب الإرهاب الذي صنعه التنظيم مع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات والأجنحة العسكرية التي تتبع التنظيم الدولي وفقاً لخطة الجبهات المتوحدة؟. جميع التنظيمات التي خرجت وظهرت على الساحة كـ دولة الشام والعراق, وفي ليبيا, واليمن جميعهم خرجوا من رحم التنظيم الدولي وبدعم من انقرة. ولهذا بدأت انقرة في طريق المصالحة بالتخلص من مجلس شورى الإخوان العالمي برئاسة همام علي يوسف وزميله وإبعادهم لعدد من الدول عرفت بالملذات الأمنة”.
وعن إمكانية تخلي تركيا عن تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا، قال عطا: “الملف السوري مختلف بالنسبة لتركيا. تركيا ومنذ ثورات الربيع العربي سعت لتحويل سوريا إلى حضانة لدعم وتدريب عدد ضخم من التنظيمات الإرهابية بالتنسيق بينها وبين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان. حتى إن تركيا كانت تبيع بترول منطقة الجزيرة في سوريا عبر الموصل في العراق لبعض الشركات الأوربية مقابل إمداد داعش بالسلاح وتدريب عناصره في محافظة هاتاي /الأسكندرونة قديماً/”.
كما اتهم عطا أنقرة بالتعاون مع داعش لفتح “مصحة للأعضاء البشرية في محافظة الموصل العراقية” خلال فترة سيطرة داعش على المنطقة, مؤكدا أن أنقرة “حققت أرباحاً من التجارة المحرمة منذ صعود داعش في دولة الشام والعراق بلغت 7,5 مليار دولار من بيع وتسويق الأعضاء البشرية”. وفي ذات السياق أشار لوجود مخطط تركي بـ “القضاء على الكرد” في شمال وشرق سوريا.
وأوضح عطا في نهاية حديثه أن مصر تتفهم طبيعة التحرك التركي نحو المصالحة ودلالة التوقيت بالنسبة لتركيا, مضيفاً “ولكن طبيعة مصر لا تساوم, لأن مصر تحمل هماً عربياً و خليجياً فلا مجال للتنازلات والمساومات مع تركيا على أي ملف”.