اعتبر المعارض السوري وقائد حركة تحرير الوطن، فاتح حسون, إن التصعيد الروسي الأخير على شمال غرب سوريا يعكس “حجم التذمر الروسي وعدم الرضى عن عدة مواضيع يتزامن مخاضها في سوريا”.
وأضاف حسون في حديثٍ خاصر لـ تموز نت, إن “التصعيد الأخير للقوات الروسية على الشمال السوري وقصفها الأعيان المدنية المشمولة بالحماية الدولية (كالمستشفيات والمدارس وغيرها) وفق القانون الدولي الإنساني، هو خرق واضح منذ زمن وليست هي المرة الأولى، ولا يأتي هذا القصف كرسالة واحدة لجهة بذاتها؛ بل يأتي ليعكس مدى حجم التذمر الروسي وعدم الرضى عن عدة مواضيع يتزامن مخاضها سوياً في منطقة تكاد تكون الأسخن عالميا سواء على الصعيد العسكري أو على الصعيد السياسي”.
وربط المعارض السوري فاتح حسون بين التصعيد الروسي الأخير, وإعلان تركيا المشاركة بمناورات عسكرية إلى جانب القوات الأمريكية, قائلاً: “حينما أعلنت القوات التركية عن قيامها بمناورات بحرية مشتركة إلى جانب القوات البحرية الأمريكية في شرق المتوسط في السادس عشر من الشهر الحالي, بدأت ملامح التصعيد الروسي بالتشكل، ليتبعها وصف الرئيس الأمريكي للرئيس الروسي بالقاتل الأمر الذي زاد من وتيرة تسارع الأحداث، وبدء القصف الذي كانت ذريعته قصف قوات الجيش التركي للميليشيات الانفصالية الكردية شرق الفرات”.
واوضح حسون أن “كل هذه المعطيات ساهمت في رد فعل روسيا التي تمر حاليا بوضع متوتر داخلياً من خلال المظاهرات الأخيرة التي دعا إليها المعارض (نافالني )من محبسه، وأصبحت هناك حاجة للفت الأنظار باتجاه قضايا خارجية لتهدئة الشارع الروسي, لكن التصعيد على الجهة المقابلة يستمر من خلال الإعلان عن المناورات المشتركة الأمريكية البلجيكية الفرنسية شرق المتوسط”.
واتهم حسون روسيا بعدم الوفاء بأي من تعهداتها خلال فترة تدخلها في الشأن السوري بشكل مباشر, قائلاً: “من الناحية العملية وبعيداً عن الاتفاقيات والمؤتمرات، المعطيات على الأرض تعكس صدق النوايا غالباً، وموسكو لم تفي بأي تعهد ولم تلتزم بأي ميثاق على مدى السنوات الخمسة الماضية من عمر تدخلها في الملف السوري، بل كانت في كل مرة تستغل المؤتمرات والجلوس على طاولة الحوار بهدف تجميع القوى وكسب الوقت للانطلاق في سياسة القضم التي تطبقها في معاركها، التي تحققت من خلالها ما عجزت عن تحقيقه من خلال سياسة الأرض المحروقة”.
وتابع حسون قائلاً: “وفقاً للمجريات الحالية ستتابع موسكو باتجاه المزيد من الضغط من خلال العمليات العسكرية والقصف الجوي والمدفعي والصاروخي كل ذلك باتجاه هدفين؛ الأول الحصول على مكاسب أكبر على الأرض لتعزيز مواقفها التفاوضية لحين وصول الملف السوري لمؤتمر لحل الملف بمباركة عالمية. والثاني الحصول على تمويل ملف إعادة الإعمار (الذي ترفضه أوروبا بسبب وجود الأسد) عن طريق التلويح بموجات نزوح جديدة”.
ورأى حسون أنه يمكن اعتبار كل المراحل السابقة “منذ آستانا1 هي مراحل تفاوض من خلال السياسة ومن خلال القصف، ولا يمكن لروسيا أن تغفل للحظة واحدة عن حقيقة أنها تتعامل مع الجانب التركي كقوة رئيسية ضمن الناتو، فمن غير المنطقي في هذه الحالة أن تؤخذ كافة التحركات الروسية على أنها رسائل أو تفاوض مع تركيا، بل هي رسائل موجهة عملياً لدول الناتو جميعاً وعلى رأسها أمريكا التي تدرك هذه الحقيقة بشكل ممتاز وتعي كيفية التعامل معها، ولا يمكن اعتبار المسار السياسي منفصل عن المسار العسكري ،غالباً ما يأتي المسار السياسي كنتيجة لتصعيد عسكري تكون غايته تحقيق مكاسب على طاولة الحوار”.
وعن الدافع وراء اعتقال هيئة تحرير الشام لعناصر من تنظيم “حراس الدين” المدرج على قوائم الإرهاب عالمياً, قال حسون: “لم تعد المناطق الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام تتسع للكثير من الفصائل التي تتبع ذات النهج ولها ذات اللون، هيئة تحرير الشام أصبحت في الثلث الأخير من مرحلة الخروج من اللون الأحمر للتصنيف باتجاه اللون البرتقالي الذي يتطلب العديد من الخطوات التي من شأنها أن تقنع المجتمع الدولي بجدية التحول الحاصل والتغيير الذي تحاول الهيئة إقناع العالم به بهدف تصدير نفسها كقوة معتدلة”، مضيفاً “هذا الطريق الطويل لابد أن يمر بقانون التغلب الذي يعزز موقفها من خلال القضاء على كل فصيل يمكن أن يعرقل أو يقف في طريق التحول المنشود الذي لا زال يحتاج المزيد من الخطوات الجادة التي سيكون آخرها حل الهيئة وذوبانها في النسيج الثوري السوري”.