ذهب الرازي يوماً إلى نيسابور فتراكض له الناس
فقالت امرأة عجوز: من هذا؟
فقيل لها: هذا الرازي الذي يعرف ألف دليل على وجود الله.
فقالت: لو لم يكن في قلبه ألف شك ما احتاج إلى ألف دليل.
فلما بلغه قولها، قال: اللهم إيماناً كإيمان العجائز.
رواية “ليطمئن قلبي” للكاتب أدهم الشرقاوي. تدور أحداث الرواية في الحافلة الخاصة التي تجمع كل الشخصيات بمختلف أعمارهم وأعمالهم مما مكننا من الاطلاع على أفكارهم وحياتهم وآلامهم وآمالهم.
تبدأ الرواية بلسان “كريم” الذي يعبّر عن حبّه لـ “وعد”، ومدى إحساسه بالخيبة تجاهها، بالإضافة إلى تضارب المشاعر بما فيها من خذلان ويأس.
بعدها نبحر في رحلة الإيمان والإلحاد و جماليات الشريعة ومقارنتها بالأنظمة المعاصرة والصراع القائم بين الاثنين.
ثم يتطرق الروائي إلى الفرق بين الحب والصداقة وإمكانية تحوّل الحب إلى صداقة، والعكس، وماهية الحب في الدين، بالإضافة إلى مجموعة من التفاصيل المشوقة.
بعدها سوف نرى العم أحمد الذي يحدثنا عن فضل الحب على الإنسان، و خير مثال على ذلك لقاؤه بـ ” شمعة”.
أما الخالة آمنة المحكومة بالموت بسبب السرطان سوف تأخذنا بعيداً في رحلةٍ مع الله سبحانه، والإيمان به إيمان العجائز يقيناً وليس شكّاًّ.
وتصحبنا ريحان العاقر لتبين لنا أن الإنسان يجب أن يكون قنوعاً لما يملكه، لا بما هو فاقد له.
وما بين السطور تتم الإشارة إلى مجموعةٍ من المواضيع التي تحمل في طياتها طابعاً اجتماعياً وأدبياً ودينياً وإنسانياً …
يُذكَر أن رواية “ليطمئن قلبي” هي من أحدث الأعمال الأدبية التي قدّمها الكاتب المبدع، وهذه الرواية تجيب عن الكثير من الأسئلة والتساؤلات من خلال شخصيات الرواية، فتعرض مثلا أدلةً على وجود الله، وتأخذنا في رحلةٍ لنرى الإسلام في الأندلس، والحضارة الإسلامية التي أبدعت في كافّة المجالات، ونرى الكثير من الاعتراضات والإجابات المفصّلة عن شخصيات الرواية. ومن هنا نفهم العنوان الذي اختاره الكاتب، ففي الرواية شفاءٌ واطمئنانٌ للقلوب وإجابةٌ عن عددٍ من التساؤلات، وكما أنّها لا تخلو من الأحداث المثيرة ومن التشويق.
المؤلف أدهم الشرقاوي
أدهم الشرقاوي كاتبٌ فلسطينيٌّ، وُلِد ونشأ في مدينة صور اللبنانية، حاصلٌ على دبلوم دار المعلمين من اليونسكو، دبلوم تربية رياضية من اليونسكو، إجازة في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية في بيروت، ماجستير في الأدب العربي، عمل في صحيفة الوطن القطرية، بدأ بالكتابة عبر منصّة منتدى السّاخر، ثم ألّف أوّل كتابٍ له عام 2012 م بعنوان “أحاديث الصباح”. وينشر كتاباته تحت اسم مستعار ” قس بن ساعدة ” متزوجٌ، وله من الأبناء ولدٌ وثلاثُ بنات.
مؤلّفاته:
“عندما التقيت عمر بن الخطاب”
“كش ملك”
“خربشات خارجة عن القانون”
“حديث المساء”
“عن شيءٍ اسمه الحبّ”
“تأمّلات قصيرة جداً”
رواية “نبض”
رواية “نطفة”
“للرجال فقط”
“حديث الصباح”
“وإذا الصّحف نُشِرَتْ”
“مع النّبي”
“عن وطن من لحمٍ ودمٍ”
“وتلك الأيام”
“نبأٌ يقين”
“الأمّ في أدب غسان كنفاني”
“يحكى أنّ” “مجموعة قصصٍ قصيرةٍ
رواية “ليطمئنّ قلبي” 2019م.