عمّ الاستياء أوساطا آثارية وشعبية في مدينة الموصل شمال العراق بعد قيام مقاول بتدمير جدار أثري يعود إلى العصر الآشوري بواسطة آلات تحريك التربة الثقيلة من أجل توسيع طريق عام, وفقاً لـ(العرب).
وتزامن تدمير الجدار الأثري الذي يعود إلى ثلاثة آلاف سنة، مع استعداد الآشوريين في جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد “أكيتو” أو “رأس السنة الآشورية الجديدة” الذي يصادف أول أيام شهر أبريل من كل عام.
وأبدى نشطاء وسكان محليون مخاوف من أن يستخدم حجر الجدار كمواد بناء أو أن يقع بيعها كقطع أثرية في السوق السوداء.
وقام مقاول من القطاع الخاص بهدم أجزاء من جدار نينوى الذي بني في عهد الملك سنحاريب (705-681 قبل الميلاد) والذي يمتد 12 كم على طول مدينة نينوى (شمال العراق).
وكان سور نينوى التاريخي قد بني في عصر الإمبراطورية الآشورية ليحيط بالعاصمة نينوى الواقعة شرق مدينة الموصل الحالية، ويمتد بشكل مستطيل، وهو مبني من حجر الحلان الأسمر، تتخلله أبراج حجرية وله 15 بوابة للدخول والخروج من وإلى المدينة، وكانت الأبواب محصنة بشكل جيد، وقد اكتشف العلماء خمس بوابات هي بوابـة ماشـكيونركال وأددوشمش وبوابة هلسي، والتي يربطها سور نينوى المطمور في معظم أجزائه.
ويتكون السور من جدار مبني من حجر منحوت يبلغ طوله ستة أمتار، يتبعه جدار مبني من طابوق طيني طوله عشرة أمتار ويحتوي الجدار الحجري الساند له على أبراج حجرية يفرق بين البرج والآخر بما يقارب 18 مترا.
وبحسب المصدر فقد أعرب عوديشو مالكو، المؤرخ الآشوري ورئيس جمعية الكتاب الآشوريين، عن تأثره الشديد بهذه الأفعال.
وأوضح مالكو أن التدمير الجزئي لمبنى عمره ثلاثة آلاف عام تم بناؤه خلال الإمبراطورية الآشورية ليس فقط خسارة للآشوريين، ولكن للشعب العراقي وتاريخ العراق والمجتمع الدولي.
ولفت إلى أن الجدار تم بناؤه في البداية لحماية مدينة نينوى من المتسللين والغزاة.
ونفت هيئة الآثار في محافظة نينوى أن يكون الهدم قد طال جدار نينوى، مشيرة إلى أن عمليات الهدم تبعد نحو 600 متر عن منطقة سور نينوى المحمية.
وفي السياق, أكدت وسائل إعلام محلية بأن الجدار يتم هدمه للسماح ببناء الطرق في المدينة. وأن هناك استياء من نشطاء وسياسيين آشوريين وأكاديميين ومثقفين عراقيين.
ويشار إلى أن نينوى كانت أكبر مدن العالم في فترة الإمبراطورية الآشورية الحديثة وتنتشر بقاياها في الجانب الأيسر من مدينة الموصل في محافظة نينوى شـمال العراق على الضفة الشرقية لنهر دجلة.
ويذكر أن بعض بوابات السور التاريخي تعرضت للهدم من قبل تنظيم داعش المتشدد أثناء سيطرته على مدينة الموصل، حيث استهدف هدم معالم الحضارة في العراق.