يستمر في صالة “تجليات” بدمشق, معرض فردي بعنوان “مراحل إبداعية 2021” للنحات السوري أكثم عبدالحميد بعد 23 عاما ،والذي استخدم في أعماله تقنيات حديثة بأسلوبه التبسيطي والتجريدي، مستقيا إلهامه من دراسته الفنية للأساطير والفن السوري التقليدي.
هذا, ومن المقرر أن يتواصل المعرض حتى العاشر من أبريل القادم، يضم 54 عملا نحتيا بمواضيع تعدّدت بين الأسرة والمرأة والثور وطائر الفينيق، وبخامات متنوّعة منها البازلت والرخام والخشب والبرونز، وبأحجام مختلفة تراوحت بين الصغير والكبير وبأساليب غلب عليها التعبيري.
النحات السوري ينوّع في أشكال الوجوه في أعماله بين المستديرة والمسطحة للإشارة إلى تسطيح أغلب المفاهيم ,ومن هناك، أتت منحوتات المعرض انعكاسا للوجدان الإنساني الذي يتشكّل بصريا في فناء حدود الذات ليكون اللمحة الوهاجة من عطاءات العقل.
وجاء المعرض كما تحدث عنه أكثم عبدالحميد لوسائل الإعلام “بهدف إحداث حالة فرح لدى الجمهور السوري ولإثبات أن الفن ينبض في سوريا رغم الظروف الصعبة التي نمرّ بها، وخاصة أن النحت هو الفن الأصعب من ناحية الإنتاج وكلفة مواده وأدواته”، مؤكّدا أن ما تلقّاه من ردود فعل تجاه المعرض منحه شعورا بالسعادة والرضا عمّا قدّمه من أعمال.
ويؤكّد النحات الحائز على الجائزة الأولى في بيينالي مهرجان المحبة عن فن النحت عام 1999، أن الفن يحتاج عامة إلى الأمن والاستقرار ليأخذ مساحته على الساحة السورية، كما يجب أن يترافق تنشيط الفعاليات الفنية مع تحسن الوضع الاقتصادي، عندئذ يستطيع الفن بأنواعه استعادة مكانته في سوريا.
وُلد أكثم عبدالحميد في مدينة جبلة السورية عام 1955، وتخرّج من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 1981. درّس في معهد الفنون التطبيقية في دمشق، ثم أصبح مديرا له. انتقل بعدها إلى إسبانيا ليشغل منصب مدير المركز الثقافي السوري في مدريد.
شارك في معارض وملتقيات فنية متعددة في سوريا والأردن وقبرص وإسبانيا وفرنسا وألمانيا والإمارات ومصر والبحرين والمجر. وأعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية، والمتحف الوطني في دمشق، ومجموعات خاصة حول العالم.